للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا معنى قول مجاهد وعكرمة، قالا: ننقصها من أطرافها بالموت وقبض الناس (١).

يخوفهم بالهلاك بعد طول الإمهال.

وقال الكلبي: نفتح من أطرافها لمحمد (٢). وهو قول السدي (٣).

وقد أحكمنا هذا القول في آخر سورة الرعد (٤).

ثم وبخهم فقال: {أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} أي: أفتغلبون محمدًا (٥)؟

وقيل: أفهم الغالبون أم نحن؟ (٦) بعد أن فتحنا على محمد ما حول مكة.

وهذا معنى قول ابن عباس: يريد بل لي الظفر، والغلبة (٧) لأنبيائي،


= واستقراء القرآن العظيم يدل عليه. وعليه فالمعنى: أفلا يرى كفار مكة ومن سار سيرهم في تكذيبك يا نبي الله، والكفر بما جئت به "أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها" أي: بإهلاك الذين كذبوا الرسل كما أهلكنا قوم صالح وقوم لوط وهم يمرّون بديارهم، وكما أهلكنا قوم هود، وجعلنا سبأ أحاديث ومزقناهم كل ممزق كل ذلك بسبب تكذيب الرسل والكفر بما جاؤا به .. فاحذروا من تكذيب نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ لئلا ننزل بكم مثل ما أنزلنا بهم.
(١) قول مجاهد رواه سفيان الثوري في "تفسيره" ص ٢٠١، وعبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٣٣٩، والطبري ١٦/ ٤٩٦ تحقيق شاكر، وقول عكرمة رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٣٣٩، والطبري ١٦/ ٤٩٦ تحقيق شاكر.
(٢) ذكره عنه الرازي في "تفسيره" ٢٢/ ١٧٥.
(٣) ذكره عنه السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٦٦٦ وعزاه لابن أبي حاتم.
(٤) سورة الرعد: ٤١.
(٥) الطبري ١٧/ ٣٢ مع تصرف يسير.
(٦) "الكشف والبيان" للثعلبي ٣/ ٣٠ أ.
(٧) هنا يبدأ الخرم في نسخة (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>