للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} قال الفراء: في يوم القيامة (١).

{فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} لا ينقص من إحسان محسن (٢)، ولا يزاد في إساءة مسيء.

{وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ} قال الزَّجَّاج: وإن كان العمل مثقال حبة (٣).

وقال أبو علي: وإن كان الظلامة مثقال حبة. قال: وهذا حسن لتقدم


= ٧/ ١٦٥) -معلقًا على قول الزجاج-: وقد أحسن فيما قال إذ لو حمل الميزان على هذا فليحمل الصراط على الدين الحق، والجنة والنار على ما يرد على الأرواح دون الأجساد، والشياطين والجنّ على الأخلاق المذمومة، والملائكة على القوى المحمودة، وقد أجمعت الأمة في الصدر الأول على الأخذ بهذه الظواهر من غير تأويل. وإذا أجمعوا على منع التأويل وجب الأخذ بالظاهر، وصارت هذه الظواهر نصوصا. اهـ.
(١) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٠٥. وحكى أبو حيان هذا القول عن الكوفيين، قال: ووافقهم عليه ابن قتيبة من المتقدّمين، وابن مالك من أصحابنا المتأخرين. اهـ. وعلى هذا فاللام بمعنى "في" فيكون المعنى: ونضع الموازين القسط في يوم القيامة. وفي اللّام وجهان آخران:
أحدهما: قال الزمخشري: مثلها: جئتك لخمس ليال خلون من الشهر.
فعلى هذه القول تكون اللام للتوقيت بمعنى "عند"، فيكون معنى الآية: ونضع الموازين القسط عند يوم القيامة.
ثانيهما: أنها على بابها من التعليل، ولكن على حذف مضاف، أي: لأهل يوم القيامة، أو: لحساب يوم القيامة وبه قال الطبري وابن عطية وغير واحد. انظر: "الطبري" ١٧/ ٣٣، "المحرر" لابن عطية ١٠/ ١٥٨، "الكشاف" للزمخشري ٢/ ٥٧٤، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٣١٦، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٨/ ١٦٤ - ١٦٥، "التحرير والتنوير" لابن عاشور ١٧/ ٨٤، "أضواء البيان" للشنقيطي ٤/ ٥٨٥ - ٥٨٦.
(٢) في (ع): (مسيء)، وهو خطأ.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>