للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ} وهو موافق لقول ابن عباس في تفسير {إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ}.

القول الثاني في {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ}: أنهم طأطؤا رؤوسهم خجلة من إبراهيم حيث ظهرت (١) حجته. وحكى (٢) الكلبي أيضًا هذا القول (٣). واختاره بعض أهل المعاني فقال: نكسوا رؤوسهم خَجْلة. ويقال لمن أطرق: نكس بصره ونكس رأسه. ومنه قول الفرزدق:

وإذا الرجال رأوا يَزيدَ رأيتهم ... خُضْعَ الرقاب نَوَاكِس الأْبصَار (٤)


= له، بل كانوا يقولون له: لا نسألهم، ولكن نسألك فأخبرنا من فعل ذلك، وقد سمعنا أنك فعلت ذلك. ولكن صدقوا القول فقالوا {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ} وليس هذا رجوعًا عما كانوا عرفوا، بل هو إقرار به.
(١) في (ع): (أظهرت)، وهو خطأ.
(٢) في (أ): (حكى).
(٣) ذكره الزمخشري في "الكشاف" ٢/ ٥٧٧، والرازي ٢٢/ ١٨٦، والقرطبي ١١/ ٣٠١، وأبو حيان ٦/ ٣٢٥ من غير نسبة لأحد.
(٤) البيت في ديوانه ١/ ٣٠٤، "الكتاب" ٣/ ٦٣٣، "الكامل" للمبرد ٢/ ٥٧ - ٥٨، "تهذيب اللغة" للأزهري ١٥/ ٧٢ (نكس)، الخزانة للبغدادي ١/ ٢٠٤، ٢١١.
وهو من قصيدة يمدح بها آل المهلب. ويزيد المذكور في البيت هو ابن المهلب بن أبي صفرة، أحد شجعان العرب وكرمائهم، كان واليا على خراسان، ثم صار أمير العراقيين بعد موت الحجاج , كان جوادًا ممدحًا كثير الغزو والفتوح. توفي مقتولاً في صفر سنة ١٠٢ هـ.
"العبر" للذهبي ١/ ٩٣، "خزانة الأدب" للبغدادي ١/ ٢١٧.
وقوله (خضع): (قال البغدادي ١/ ٢١١: (خضع) بضمتين: جمع خضوع، مبالغة خاضع عن الخضوع وهو التطامن والتواضع، .. ويحتمل أن يكون (خُضع) -بضمة فسكون-: جمع أخضع، وهو الذي في خلقه تطامن، وهذا أبلغ من الأول، أي: ترى أعناقهم إذا رأوه كأنها خلقت متطامنة من شدة تذللهم. أهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>