الثاني: القرينة التي في الآية وهي (مع) حيث قال (وسخرنا مع) ولو كن كما قال الواحدي لكان: وسخرنا لداود الجبال، مثل ما قال في حق سليمان بعد ذلك (ولسليمان الريح). وانظر ما قاله ابن عاشور ١٧/ ١٢٠. (١) في (أ): (وسخرت). (٢) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٤٠٠. ويكون نصبه على الوجه الأول على أنه معطوف على (الجبال) ونصبه على الوجه الآخر على أنه مفعول معه. انظر: "إعراب القرآن" للأنباري ٢/ ١٦٣، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٣٣١، "الدر المصون" ٨/ ١٨٥. (٣) انظر: "تنوير المقباس" ص ٢٠٣. قال الشنقيطي ٤/ ٦٧٣: والظاهر أن قوله (وكنا فاعلين) مؤكد لقوله (وسخرنا مع داود الجبال يُسبحن والطير) والموجب لهذا التأكيد أن تسخير الجبال وتسبيحها أمر عجب وخارق للعادة مظنة لأن يكذب به الكفرة الجهلة. وقال الألوسي ١٧/ ٧٦: (وكنا فاعلين) تذييل لما قبله، أي: من شأننا أن نفعل أمثاله، فليس ذلك ببدع منا وإن كان ذلك بديعًا عندكم. وذهب الزجاج والزمخشري إلى أن (فاعلين) هنا بمعنى قادرين فقال الزجاج ٣/ ٤٠٠ أي: وكنا نقدر على ما نريده. وقال الزمخشري ٢/ ٥٨٠: أي: قادرين على أن نفعل هذا وإن كان عجبا عندكم. وتعقب الشنقيطي ٤/ ٧٦٣ هذا القول، وذكر أنه ظاهر السقوط، وعلل ذلك بقوله: لأن تأويل (وكنا فاعلين) بمعنى كنا قادرين بعيد، ولا دليل عليه.