والمقصود إنما هو النفخ في الفرج كما أخبر الله في آيتين، وإلا فإن النفخ في الثوب فقط من غير وصول النفخ إلى الفرج مخالف للقرآن، مع أنه لا تأثير له في حصول الولد، ولم يقل ذلك أحد من أئمة المسلمين، ولا نقله أحد عن عالم معروف من السلف. أهـ. (١) في (د)، (ع): (فأجرينا). (٢) هذا قول الثعلبي ٣/ ٤٣ أ. وذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٣/ ٤٦٩ مختصرًا، وابن الجوزي ٥/ ٣٨٥ من غير نسبة. (٣) وفيه وجه آخر ذكره الزمخشري ٢/ ٥٨٣ وأبو العباس بن تيمية في "الفتاوى" ١٧/ ٢٦٣. وأبو حيان في "البحر" ٦/ ٣٣٦ والألوسي في "روح المعاني" ١٧/ ٨٨ وهو أن الروح هنا جبريل كما قال تعالى {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: ١٧]. قال أبو العباس ابن تيمية: فقوله {فَنَفَخْنَا فِيهَا} أو {فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} أي: من هذا الروح الذي هو جبريل، وعيسى روح من هذا الروح، فهو روح من الله بهذا الاعتبار، و (من) لابتداء الغاية. وقال: ولهذا قيل في المسيح {وَرُوحٌ مِنْهُ} باعتبار هذا النفخ.