للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محذوف لدلالة الجار على، والمعنى: ذلك فعله الله أو بَيَّنَه (١) الله بأن الله هو الحق، ثم حذف الفعل وصار الجار مع المجرور في موضعه خبرًا لـ"ذلك". وإذا قدرت "ذلك" خبر مبتدأ لم يجز أن يتعلق به الجار؛ لأن تعلق حرف الجر بالاسم لا يخلو من أمرين: إما أن يتعلق به على التقدير الذي تقدم، أو يتعلق به (٢) كما يعلق إذا كان الخبر اسم فاعل، نحو: ذاهب وقائم فيتصل الجار به [كما يتصل بالفعل نحو: هذا ذاهب به، أو قائم إلى عَمْرو وليس قولنا ذلك اسم فاعل فيتصل به هذا الاتصال، ولا يجوز أن يكون بتعلق الجار به (٣)] واتصاله بذلك، وهو مقدر خبر مبتدأ من حيث اتصل به وهو مقدر مبتدأ، وذلك أنَّك إذا قدرت مثل الفعل الذي يوصل الجار إلى ذلك وتعلقه به وجب أن يكون ذلك الفعل خبره، وإذا كان خبره كان ذلك مبتدأ، إذ لا متصل للفعْل (٤) بقوله ذلك إلا من هذه الجهة، واتصاله به يخرجه عن أن يكون خبرًا [فإذا لم يجز أن يكون موضع "ذلك" رفعًا على أنه خبر مبتدأ] (٥) وجب أن يكون موضعه رفعًا على أنه مبتدأ، والجار مع المنجر به في موضع خبره لا يجوز غير ذلك (٦).

وأما معنى الآية فهو أن يقول: فعل الله ذلك -يعني ما ذكر من ابتداء الخلق وإحياء الأرض، ذلك الذي ذكر فعله (٧) الله بأنه هو (٨) الحق أي: ذو الحق.


(١) في "الإغفال" ص ١٠٤٦: أو نَبَّه.
(٢) في (ظ): (بهما).
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).
(٤) في (ظ): (إذْ لا يتصل الفعل)، وفي (د): (إذ لا يتصل للفعل).
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).
(٦) "الإغفال" لأبي علي الفارسي ٢/ ١٠٤٤ - ١٠٤٧.
(٧) ي (ظ)، (د)، (ع): (فعل الله).
(٨) هو: ليست في (ظ)، (د)، (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>