للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} أي شك (١). ونحو هذا قال أحمد بن يحيى (٢).

وهذا الذي قالوا هو معنى "حرف" في هذه الآية لا تفسيره. وتفسير الحرف في اللغة: الطرف وهو منتهى الجسم، والحرف والطرف والجانب نظائر في اللغة.

والانحراف: الانعدال إلى الجانب وقلم محرف قد عدل بقطعة عن الاستواء والحرف منعدل إلى الجانب عن (٣) الوسط (٤).

وقال أبو الفتح الموصلي: أما الحرف فالقول فيه أن (ح ر ف) أينما وقعت في الكلام (٥) يراد به حد الشيء وحدته، من ذلك حرف الشيء إنما هو حده وناحيته، وطعام حريف: يراد به (٦) حدته. ورجل محارف: أي محدود عن الكسب والخير، ومثله محرف كأنَّ الخير قد حرف عنه ما يحرف القلم (٧).

وقولهم: انحرف فلان عني، من هذا، كأنّه جعل بيني وبينه حدًّا بالبعد والاعتزال. ومنه قولهم لهذه البقلة الحادة: الحُرْف (٨)، سمي بذلك


(١) ذكره عنه ابن جني في "سر صناعة الإعراب" ١/ ١٤.
(٢) ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" ٥/ ١٥ من رواية أبي العباس -وهو ثعلب: أحمد ابن يحيى- عن ابن الأعرابي.
(٣) في (ع): (إلى)، وهو خطأ.
(٤) انظر: "حرف" في "تهذيب اللغة" للأزهري ٥/ ١٢، ١٤، "الصحاح" للجوهري ٤/ ١١٣٢، "لسان العرب" ٩/ ٤١ - ٤٣.
(٥) في (أ): (الكلاف)، وهو خطأ.
(٦) به: ساقطة من (د)، (ع).
(٧) العبارة في "سر صناعة الإعراب": ومثك مجرَّف ومجلَّف، كأنَّ الخير قد جُرِّف عن وجلف، كما يجلف القلم ونحوه.
(٨) الحُرْف: حبَّ الرشاد. "القاموس المحيط" ٣/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>