للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني: سقفه، وذلك أنه أدخله بيتًا فيه فيلة فتوطأته حتى قتلته (١). وقوله (٢) {ثُمَّ لْيَقْطَعْ} قال المفسرون: ليختنق. وقوله {فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} (٣) هل يذهب ذلك ما (٤) في قلبه؟.

وفعل هذا رجل وَعَدْتَه شيئًا مرة بعد مرة، ووكدت على نفسك الوعد (٥)، وهو يراجعك في ذلك، ولا تسكن نفسه إلى قولك، فتقول له: إن كنت لا تثق بما أقول، فاذهب فاختنق (٦). تريد: اجهد جهدك. هذا معنى قول المفسرين. انتهت الحكاية عنه (٧).

ومعنى {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ} إلي آخر الآية إنما أمر بالخنق لا على وجه الإلزام، ولكن (٨) إشارة إلى أنه لا حيلة له، وليس يتوصل إلى تقديم النصر قبل وقته، وإخراج ما يظن من (٩) أن محمدًا -عليه السلام- لا ينصر عن قلبه فلم يبق له (١٠) إلا الخنق ليستريح (١١) من غيظه بتأخر النصر عن محمد -صلى الله عليه وسلم- كما قال الشاعر:


في (أ): (فيه قبله)، وانظر قصة قتل كسرى للنعمان في: "الكامل" لابن الأثير ١/ ٢٨٧ - ٢٨٩، "خزانة الأدب" للبغدادي ٣/ ٣٨٣ - ٣٨٦.
(٢) في (أ): (قوله).
(٣) من بعد (فلينظر) ساقط من (ظ)، (د)، (ع).
(٤) في (ظ): (مما).
(٥) في (ظ)، (د)، (ع): (الوعيد)، وهو خطأ.
(٦) في (أ): (واختنق).
(٧) "مشكل القرآن" لابن قتيبة ص ٣٥٨ - ٣٥٩ مع اختلاف يسير.
(٨) في (ظ)، (د)، (ع): (لكن).
(٩) (من): زيادة من (أ).
(١٠) (له): ليست في (ظ)، (د)، (ع).
(١١) في (أ): (لتستريح).

<<  <  ج: ص:  >  >>