للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحجتهم في ذلك (١) أن هذه (الياء) أصلها الحركة، لأنها بإزاء الكاف للمخاطب، فكما فتحت الكاف، كذلك تفتح (الياء).

فإن قيل: إن الحركة في حروف اللين مكروهة؟

قيل: الفتحة من بينها (٢) لا تكره، وإن كرهت الضمة والكسرة، ألا ترى أن (القاضي) ونحوه يحرك بالفتح (٣)، كما يحرك (٤) سائر الحروف التي لا لين لها (٥)، ألا ترى أن (غواشي) (٦) تجري في النصب مجرى


= اختلف القراء في حكم (ياء المتكلم)، فقرأ بعضهم بفتحها، وبعضهم بتسكينها، ولهم أصول في ذلك، ولكنها لا تطرد في كل موضع، لهذا نجد من ذكر أصولهم في (ياء المتكلم) يقول: ونذكر ما شذ عن هذا في موضعه. فعند أبي عمرو: كل ياء مكسور ما قبلها، إذا كان بعدها همزة مفتوحة أو مكسورة يفتحها. أما ابن كثير فيوافقه في بعضها، ويخالفه في بعضها فيسكنها. أما نافع فإنه يفتح هذِه الياء إذا كان بعدها همزة مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة، وقد اختلف في بعض هذِه الحروف عنه. أما بقية (السبعة): وهم حمزة، والكسائي، وعاصم، وابن عامر، فأصلهم فيها الإسكان، وروي عنهم مواضع بالفتح. والياء في قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ} قرأ بفتحها في الوصل أبو عمرو وابن كثير ونافع من (السبعة).
انظر: "السبعة" لابن مجاهد: ص ١٥٢، "الحجة" لأبي علي ١/ ٤١١، "الكشف" لمكي ١/ ٣٢٤، "تحبير التيسير": ص ٧٩، "البدور الزاهرة": ص ٢٨.
(١) أي حجة من قرأ بالفتح، والكلام منقول من "الحجة" بتصرف ١/ ٤١٤.
(٢) (بينها) ساقطة من (ج).
(٣) أي أن الاسم الذي آخره (ياء) مكسور ما قبلها لا يدخله جر ولا رفع لثقل ذلك، يدخله الفتح، ولذلك بني على الفتح، انظر "المقتضب" ٤/ ٢٤٨.
(٤) في (ج): (تحرك).
(٥) في (ج): (فيها) وهذا موافق لما في "الحجة" ١/ ٤١٤.
(٦) كذا في جميع النسخ وفي "الحجة": (.. أن الياء في (غواش) ..) ١/ ٤١٤، قال تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} [الأعراف: ٤١].

<<  <  ج: ص:  >  >>