للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} تسوية بين حالتهم من القتل أو الموت على الفراش. ولهذا قال فضالة بن عبيد (١) ورأى جنازتين أحدهما قتيل والآخر متوفى-: ما أبالي من أي حفرتيهما بعثتُ. وقرأ هذه الآية (٢).

قوله تعالى: {لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا} قال ابن عباس: يريد لا انقطاع له (٣).

وقال السدي: هو رزق الجنة (٤).

وقرئ قوله {ثُمَّ قُتِلُوا} بالتخفيف والتشديد (٥). فالتخفيف يكون للكثير (٦) والقليل، والتشديد حسن؛ لأنهم قد أكثر فيهم القتل في وجوه توجهوا إليها (٧).


(١) هو: فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس الأنصاري، الأوسي. صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أسلم قديمًا، وشهد أحدًا وما بعدها، وشهد بيعة الرضوان.
ولي الغزو لمعاوية، ثم ولي له قضاء دمشق، وكان ينوب عن معاوية في الإمرة إذا غاب. توفي سنة ٥٣ هـ، وقيل بعدها.
"طبقات ابن سعد" ٧/ ٤٠١، "الاستيعاب" ٣/ ١٢٦٢، "أسد الغابة" ٤/ ١٨٢، "سير أعلام النبلاء" ٣/ ١١٣، "البداية والنهاية" ٨/ ٧٨، "الإصابة" ٣/ ٢٠١.
(٢) رواه الطبري ١٧/ ١٩٤ - ١٩٥ وابن أبي حاتم (كما في "تفسير ابن كثير" ٣/ ٢٣٢) عن فضالة.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٧١ وعزاه لا بن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) ذكر البغوي ٥/ ٣٩٦ هذا القول ولم ينسبه لأحد.
(٤) انظر: "الدر المنثور" ٦/ ٧١.
(٥) قرأ ابن عامر: "قتلوا" مشددة التاء، وقرأ الباقون: "قتلوا" خفيفة التاء. "السبعة" ص ٤٣٩، "المبسوط" لابن مهران ص ٢٥٨، "النشر" ٢/ ٣٢٧.
(٦) في (د)، (ع): (للكثرة).
(٧) هذا كلام أبي على في "الحجة" ٥/ ٢٨٤. وانظر: "إعراب القراءات وعللها" لابن خالويه ٢/ ٨٣، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص ٤٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>