للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ} يعني في أمر الذبائح.

قال الكلبي ومقاتل: نزلت في بديل بن ورقاء الخزاعي (١) وبشر بن سفيان الخزاعي (٢)، ويزيد بن خنيس وغيرهم من كفار قريش وخزاعة، خاصموا النبي -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين في أمر الذبيحة، فقالوا: ما قتل الله لكم أحق أن تأكلوه أو ما قتلتم أنتم بسكاكينم؟ (٣).

قال أبو إسحاق: معنى قوله {فَلَا يُنَازِعُنَّكَ} لا تنازعهم ولا تجادلهم، والدليل على ذلك قوله: {وَإِنْ جَادَلُوكَ}، وكان هذا قبل القتال. فإن قيل (٤): فلم قيل: فلا ينازعنك في الأمر وهم قد نازعوه؟ فالمعنى: إنَّ هذا نهيٌ للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن منازعتهم كما تقول: لا يخاصمنّك فلان في هذا أبدًا، أي: لا تخاصمه.

وهذا جائز في الفعل الذي لا يكون إلا من اثنين؛ لأنَّ المجادلة


(١) هو: بُديل بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى بن ربيعة الخزاعي، كتب إليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، يدعوه إلى الإسلام، وأسلم قبل الفتح، وقيل يوم الفتح، وشهد حنينًا، واستعمله -صلى الله عليه وسلم- على سبى هوازن، وسار مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك، وشهد حجة الوداع. "طبقات ابن سعد" ٤/ ٢٩٤، "الاستيعاب" ١/ ١٥٠، "أسد الغابة" ١/ ١٧٠، "الإصابة" ١/ ١٤٥.
(٢) هو: بشر -قال ابن هشام: ويقال: بسر- بن سفيان بن عمر بن عويمر الكعبي الخزاعي، كتب إليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأسلم سنة ست، وبعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- عينًا إلى قريش إلى مكة، وشهد الحديبية، وله ذكر في حديث الحديبية، وسكن مكة.
"طبقات ابن سعد" ٤/ ٤٥٨، "السيرة النبوية" لابن هشام ٣/ ٣٥٦، "الاستيعاب" ١/ ١٦٦، "الإصابة" ١/ ١٥٣.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٨ أ.
(٤) في (أ) زيادة: (لهم) بعد قوله: (قيل)، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>