للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتأويل الآية: جعل المشركون الأصنام شركائي فعبدوها معي، فاستمعوا حالها وصفتها، ثم بين ذلك فقال: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}. الآية.

والذُّبَاب اسم واحد للذكر والأنثى، وجمعه القليل: أذِبَّة، والكثير: ذِبَّان مثل غُراب وأغْرِبَة وغِرْبان (١).

قال الزجاجي (٢): وسُمي هذا الطائر ذبابًا لكثرة حركته واضطرابه وسرعة انتقاله إلى الموضع الذي يُذَبّ عنه وينحى (٣).


= الظاهر المتبادر أن في الآية مثلا، والضارب للمثل هو الله -عز وجل- ضرب مثلا لما يعبد من دونه. انظر "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٣٩٠، والألوسي ١٧/ ٢٠٠. وانظر: شرح الإمام ابن القيم لهذا المثل في كتابه "إعلام الموقعين" ١/ ١٨١ فقد بين -رحمه الله- أنه حقيق على كل عبد أن يستمع قلبه لهذا المثل، ويتدبره حق تدبره، فإنه يقطع مواد الشرك من قبله، ثم شرع في بيان المثل.
(١) هذا كلام الطبري ١٧/ ٢٠٣ والثعلبي ٣/ ٥٦ ب لكن ليس عندهما للذكر والأنثى. وانظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ٤٥١/ ١٤ (ذب)، "الصحاح" للجوهري ١/ ١٢٦ (ذبب)، "لسان العرب" ١/ ٣٨٢ (ذبب).
(٢) في (أ): (الزجاج)، والأظهر ما في باقي النسخ لأن هذا الكلام ليس موجودًا في كتاب "معاني القرآن". والزجاجي هو: عبد الرحمن بن إسحاق، أبو القاسم الزجاجي، أحد أئمة العربية. لزم أبا إسحاق الزجاج -وإليه ينسب- حتى برع في النحو، وأخذ عن أبي بكر بن السراج وعلي بن سليمان الأخفش وغيرهما. صنف "الجمل في النحو" الكتاب المشهور -وبه يعرف- وغيره من المصنفات. توفي سنة ٣٣٩ هـ وقيل ٣٤٠ هـ. "طبقات النحويين واللغويين" ص ١٢٩، "نزهة الألباء" ص ٣٠٦، "إنباه الرواة" ٢/ ١٦٠، "سير أعلام النبلاء" ١٥/ ٤٧٥، "بغية الوعاة" ٢/ ٧٧.
(٣) لم أجده.

<<  <  ج: ص:  >  >>