للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مفسرة (١) في سورة النحل (٢).

{وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ} في ظهورها، وألبانها، وأوبارها، وأصوافها، وأشعارها.

{وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} قال ابن عباس: من لحومها وأولادها والكسب عليها (٣). قوله: {وَعَلَيْهَا} قال ابن عباس: يريد الإبل خاصة (٤).

{وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} قال الكلبي: أما في البحر فالسفن، وأما في البر فالإبل (٥).

وهذه الآية تدل على أنه يجوز أن يذكر أشياء، ثم يكنى (٦) عن بعضها، فتعود الكناية إلى البعض لا إلى الجميع، وذلك أن الأنعام اسم للإبل والبقر والغنم، ولسنا نحمل على شيء منها إلا الإبل، فعادت الكناية إليها من جملة الأنعام.

والبقر منهي عن ركوبها في الحديث الذي ورد: "أن رجلاً ركب بقرة، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحراثة". والحديث مشهور (٧).


(١) في (ظ)، (ع): (مفسر).
(٢) عند قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} [النحل: ٦٦].
(٣) و (٤) ذكرهما ابن الجوزي ٥/ ٤٦٨ من غير نسبة لأحد. وانظر: "تنوير المقباس" ص ٢١٢.
(٥) ذكره البغوي ٥/ ٤١٥، وابن الجوزي ٥/ ٤٦٨ من غير نسبة.
(٦) في (ظ): (يعني).
(٧) رواه البخاري في "صحيحه" كتاب: الحرث، باب: استعمال البقر للحراثة ٥/ ٨، ومسلم في "صحيحه" كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضل أبي بكر الصديق ٤/ ١٨٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>