للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإجراؤه (١) إياها (٢) مجرى البعد في أن موضعه رفع، كما أن البعد رفع في قولك: "البعد لزيد" خطأ، وذلك أن هيهات اسم [سُمي به الفعل فهو اسم لبعد (٣) كما أن شتان كذلك، وهيهات] (٤) أشبه الأصوات نحو: مَه وصه وما لا حظ في الإعراب، وكما لا يجوز أن يحكم لشتان بموضع من الإعراب -من حيث كان اسمًا للفعل فلا موضع له من الإعراب كما لا موضع لقام من قولنا: قام زيد، وما أشبهه- كذلك لا يجوز أن يحكم لهيهات بأن موضعه رفع، ولو جاز أن يكون موضعه رفعًا لدلالته على معنى البعد لكان شتان أيضًا مرتفعًا لدلالته على ذلك، وليس (٥) للاسم الذي سُمي (٦) به الفعل موضع من الإعراب، كما لم يكن للفعل الذي جعل هذا اسمًا له موضع، فإذا ثبت أنه اسم سمي به الفعل كشتان لم يجز أن يخلو من فاعل ظاهر أو مضمر كما أن الفعل لا يخلو من ذلك، ولولا أن شتان وهيهات كبعد قولك: شتان زيد وهيهات العقيق لما تم الكلام به وبالاسم، فلما تم الكلام به علمنا أنه بمنزلة الفعل وأن الاسم مرتفع به، إذ لا يخلو من أن يكون بمنزلة الفعل أو بمنزلة المبتدأ، فلا يجوز أن يكون بمنزلة المبتدأ (٧)؛ لأن المبتدأ هو الخبر في المعنى أو يكون له فيه ذكر وليس


(١) في "الإغفال" ٢/ ١١٢٥: (إجراؤه)، وأشار المحقق إلى أنه في نسخة (ش): وإجراؤه.
(٢) في "الإغفال" ٢/ ١١٢٥: (إياه).
(٣) (لبعد): ساقط من (أ).
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (ع).
(٥) في "الإغفال" ٢/ ١١٢٦: (فليس) وهي ساقطة من (ظ).
(٦) في "الإغفال" ٢/ ١١٢٦: تُسمى.
(٧) في "الإغفال" ٢/ ١١٢٨: (الابتداء).

<<  <  ج: ص:  >  >>