للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا يدل على أن الله تعالى عمَّ المرسلين بهذه الآية.

وقال الحسن، ومجاهد، وقتادة، والسدي، والكلبي (١)، ومقاتل (٢): يعني: محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وحده. واختاره الفراء، والقتيبي، والزَّجَّاج.

قال الفراء: أراد النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فجمع كما يقال في الكلام للرجل الواحد: أيها القوم كُفُّوا عنا أذاكم. قال: ومثله {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} (٣) وهو (٤) نعيم بن مسعود، كان رجلاً من أشجع (٥).


(١) ذكره الثعلبي ٣/ ٦٢ أعنهم سوى الكلبي. وذكره ابن الجوزي ٥/ ٤٧٧ مثل الثعلبي وزاد ابن عباس ثم قال: في آخرين.
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" ٢/ ٣١ أ.
(٣) آل عمران: ١٧٣.
(٤) في (أ): (وهم).
(٥) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٣٧.
وما ذكره الفراء من أن المراد بالناس في قوله (الذين قال لهم الناس) هو نعيم بن مسعود قول حكاه القرطبي ١٢/ ٢٧٩ عن مجاهد وعكرمة ومقاتل والكلبي. وأنَّ أبا سفيان بعد وقعة أحد جعل لنعيم بن مسعود جُعْلا على أنْ يأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فيخبره أن قريشًا قد اجتمعت وأقبلت لحربه هي ومن انضاف إليها.
ثم حكى القرطبي عن جماعة من أهل العلم: أن المراد بالناس: ركب عبد القيس، مرُّوا بأبي سفيان فدَسَّهم إلى المسلمين ليثبطوهم. وقيل: الناس هنا: المنافقون. وقيل: هم ناس من هذيل سألهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أبي سفيان فقالوا: "قد جمعوا لكم".
قال القرطبي ١٢/ ٢٨٠: فالناس على هذه الأقوال على بابه من الجمع.
وقد صوَّب ابن عطية ٣/ ٢٩٨ - ٢٩٩ القول بأن الناس هم ركب عبد القيس. وعزاه للجمهور. وضعف القول بأن لفظة "الناس" تطلق على رجل واحدإن هذه الآية، ووصف القول بأن الناس هو نعيم بن مسعود بالشذوذ.
وانظر: الطبري ٧/ ٤٠٥ - ٤١٣، وابن كثير ١/ ٤٢٨ - ٤٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>