للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سبحانه، ولم يكن عبادة لآدم (١).

وحكى (٢) ابن الأنباري عن الفراء وجماعة من الأئمة أن سجود الملائكة لآدم كان تحية ولم يكن عبادة، وكان ذلك سجود تعظيم وتسليم وتحية، لا سجود صلاة وعبادة، وكان ذلك تحية الناس وتعظيم بعضهم بعضا (٣)، ولم يكن وضع الوجه على الأرض، إنما كان الانحناء والتكفير (٤)، فلما جاء الإسلام أبطل ذلك بالسلام (٥).

وقيل: كان سجود على الحقيقة (٦)، جعل آدم قبلة لهم، والسجود لله


(١) هذا قول جمهور المفسرين، قالوا: إنه سجود حقيقي ولكنه ليس سجود عبادة، فالتكريم لآدم، والعبادة والطاعة لله. ذكره الطبري في "تفسيره"، وروى في ذلك أثرا عن قتادة، ولم يذكر غير هذا القول. انظر "تفسير الطبري" ١/ ٢٢٩، وذكره ابن كثير في "تفسيره" ورجحه، ضعف ما عداه ١/ ٨١، وكذا الرازي في "تفسيره" ١/ ٢١٢، وانظر "زاد المسير" ١/ ٦٤، والقرطبي في "تفسيره" ١/ ٢٤٨.
(٢) (الواو) ساقطة من (ج).
(٣) قوله (وكان ذلك تحية الناس ...) هل كان قبل آدم ناس؟ أم هو تجاوز في العبارة؟
(٤) التكفير: هو أن يضع الرجل يده أو يديه على صدره وطأطأ برأسه، وهو كالتحية عند أهل "الكتاب"، انظر: "اللسان" (كفر) ٧/ ٣٨٩٧.
(٥) ذكره الثعلبي في "تفسيره"، ولم يعزه ١/ ٦٣ أ. وذكره الرازي في "تفسيره" وضعفه، وقال: (السجود لاشك أنه في عرف الشرع عبارة عن وضع الجبهة على الأرض، فوجب أن يكون في أصل اللغة كذلك، لأن الأصل عدم التغيير، فإن قيل: السجود عبادة، والعبادة لغير الله لا تجوز، قلنا: لا نسلم أنه عبادة وبيانه أن الفعل قد يصير بالمواضعة مفيدا كالقول ...). "تفسير الرازي" ٢/ ٢١٣، وضعفه ابن كثير في "تفسيره" ١/ ٨٣، وانظر القرطبي في "تفسيره" ١/ ٢٥٠، و"زاد المسير" ١/ ٦٤.
(٦) في (ب): (بالحقيقة).

<<  <  ج: ص:  >  >>