للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أراد على ثرر وحشي أحسّ بما (١) رابه فهو يستأنس، أي: يتبصرَّ ويتلفَّت هل يرى أحدًا (٢). وعلى هذا معنى {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} حتى تنظروا وتتعرفوا هل في البيت أحد.

وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} قال: إنّما هو (حتى تستأذنوا) ولكنّه وَهَم من الكاتب (٣).


(١) في (ع): (أحسن ما).
(٢) من قوله: (وقول النابغة إلى هنا) نقلاً عن "تهذيب اللغة" للأزهري ١٣/ ٨٧ (أنس).
(٣) رواه سعيد بن منصور ١٥٨ ب، والطبري ١٨/ ١٠٩ - ١١٠، وابن أبي حاتم ٧/ ٣٢ أمن طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وذكره ابن حجر في "الفتح" ١١/ ٨ وعزاه لسعيد والطبري والبيهقي، وقال: بسند صحيح عن ابن عباس. اهـ.
ورواه سفيان الثوري في "تفسيره" ص ٢٢٤، والحاكم في "مستدركه" ٢/ ٣٩٦ من طريق مجاهد، عن ابن عباس. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وهذا الأثر استشكله طائفة من العلماء منهم إسماعيل بن إسحاق القاضي في كتابه "أحكام القرآن"، ذكر ذلك عنه ابن حجر في "الفتح" ٨/ ٩.
وقال ابن كثير في "تفسيره" ٣/ ٢٨٠ بعد إيراده له: وهذا غريب جدًّا عن ابن عباس. وطعن في صحة هذا الأثر جماعة من العلماء منهم ابن العربي في "أحكام القرآن" ٣/ ١٣٥٩، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ١٠/ ٤٧٩، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٢/ ٢١٤، وغيرهم، وبالغ أبو حيان فقال في "البحر" ٦/ ٤٤٥ - ٤٤٦: ومن روى عن ابن عباس أن قوله "تستأنسوا" خطأ أو وهم من الكاتب وأنه قرأ "حتى تستأذنوا" فهو طاعن في الإسلام ملحد في الدين، وابن عباس بريء من هذا القول. اهـ.
وقد بيَّن ابن حجر رحمه الله وجه هذا الأثر الذي صحّحه فقال في "الفتح" ١١/ ٩: وأجيب بأن ابن عباس بناها على قراءته التي تلقَّاها عن أبيّ بن كعب، وأما اتفاق الناس على قراءتها بالسين فلموافقة خط المصحف الذي وقع الاتفاق على عدم =

<<  <  ج: ص:  >  >>