للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو ما ينكح به مما لا بدّ للمنكوحة به مما لا بدّ للمنكوحة منه (١).

وعلى هذا إن صحّ فلا حذف في الآية.

وقوله {حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} أي يوسّع عليهم من رزقه.

وقال ابن عباس: يريد بالحلال عن الحرام.

وجملة القول في هذا أنّ من استغنى عن النكاح بعزوف نفسه عن التوقان إليه فالأولى به التفرد والتخلي لعبادة (٢) الله (٣) ليكون ممن يغبط بخفّة الحاذ (٤) (٥)؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- فسر خفيف الحاذّ بالذي لا أهل له ولا ولد (٦).


(١) ذكر القرطبي ١٢/ ٢٤٣ هذا القول ونسبه لجماعة من المفسرين ولم يذكرهم، ثم قال: وحملهم على هذا قوله تعالى: {حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} فظنّوا أنَّ المأمور بالاستعفاف إنَّما هو من عدم المال الذي يتزوج به. وفي هذا القول تخصيص المأمورين بالاستعفاف، وذلك ضعيف، بل الأمر بالاستعفاف متوجه لكل من تعذر عليه النكاح بأي وجه تعذّر.
(٢) في (أ)، (ع): (بعبادة).
(٣) في (ظ): (ربّه).
(٤) في (أ)، (ظ): (الحاء) مهملة. والحاذ: الحال. "لسان العرب" ٣/ ٤٨٧ (حوذ).
(٥) يشير بذلك إلى الحديث الذي رواه الترمذي في "جامعه" كتاب: الزهد- باب: ما جاء في الكفاف والصبر عليه ٧/ ١٢، وابن ماجه في "سننه" (أبواب: الزهد- باب: من لا يؤبه له ٢/ ٤١٠، من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذّ .. " الحديث.
وليس فيه تفسير خفيف الحاذّ.
وهذا الحديث قال عنه الحاكم بعد إخراجه: هذا إسناد للشاميين صحيح عندهم ولم يخرجاه، فتعقَّب الذهبيُّ الحاكم بقوله: قلت: لا، بل إلى الضعف هو.
(٦) روى ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" ٣/ ١٠٣٧، والخطيب البغدادي في =

<<  <  ج: ص:  >  >>