للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنَّما نسقه على أعمالهم لأن الكفر أيضًا من أعمالهم فشبَّهه (١) بالظلمات كما قال -عز وجل-: {يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: ٢٥٧] أي من الكفر إلى الإيمان يدل على ذلك قوله {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} يعني به الإيمان (٢).

وقال أبو علي الفارسي: قوله {أَوْ كَظُلُمَاتٍ} معناه: أو كذي ظلمات، ويدلُّ على حذف المضاف قوله: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ} فالضمير الذي أضيفت إليه يده يعود إلى المضاف المحذوف. ومعنى ذي ظلمات: أنَّه في ظلمات] (٣)، ومثل (٤) حذف المضاف هنا حذفه في قوله: {أَوْ كَصَيِّبٍ} [البقرة: ١٩] تقديره: أو كذوي صيّب، أو أصحاب صيّب فحذف المضاف (٥).

فعلى قول أبي إسحاق، التمثيل وقع لأعمال الكافر. وهو قول عامة المفسرين (٦)، وعلى قول صاحب النظم، التمثيل وقع لكفر الكافر، وعلى قول أبي علي، التمثيل وقع للكافر (٧). وهو قول ابن عباس في رواية عطاء قال: هذا مثل للمشرك.


(١) في (أ): (فشبَّه).
(٢) ذكره القرطبي ١٢/ ٢٨٤ - ٢٨٥ عن الجرجاني، وهو صاحب النَّظم. وذكره أيضًا عنه أبو حيان ٦/ ٤٦١.
(٣) هنا ينتهي الخرم في نسخة (ظ). ويبتدئ الموجود من: (ومثل).
(٤) في (ع): (فمثل).
(٥) "الحجة" للفارسي ٥/ ٣٢٩ - ٣٣٠. وقد تعقَّب أبو حيان ٦/ ٤٦١ هذا القول بأنَّه خلاف الظاهر.
(٦) انظر: "الطبري" ١٨/ ١٥٠ - ١٥١، الثعلبي ٣/ ٨٧ أ، ابن الجوزي ٦/ ٥١.
(٧) ذكر القرطبى ١٢/ ٢٨٤ هذا الكلام ونسبه للقشيري.

<<  <  ج: ص:  >  >>