للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولي من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- (١).

وقال مقاتل: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} يعني أرض المدينة (٢).

وهذا يدل على أنه أراد استخلاف الخلفاء الثلاثة الذين ذكرهم ابن عباس؛ لأنَّهم كانوا في المدينة، ولم يرد تخصيص الأرض بالمدينة؛ لأن الله تعالى فتح عليهم الكثير من أرض الدنيا، وليس في أن يعدهم فتح أرض المدينة كبير (٣) نصرة ولا تمكين في الدين. كيف والآية نازلة بعد أن كانوا في المدينة، ولكن أراد: ليجعلهم خلفاء في المدينة يسكنونها.

والآية على هذا التفسير دلالة على خلافة هؤلاء، وأنَّ الوعد من الله قد سبق (٤) باستخلافهم. [خلفاء في المدينة] (٥). والظاهر القول الأول (٦).


(١) ذكر عنه القرطبي ١٢/ ٢٩٨ نحو هذا القول.
(٢) رواه عنه ابن أبي حاتم ٧/ ٦١ أ.
وروى عنه ابن أبي حاتم ٧/ ٦٠ ب أيضًا أنه قال في قوله {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} قال: يعني أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(٣) في (أ): (كثير).
(٤) في (ع): (قد سبق من الله).
(٥) ساقط من (ظ)، (ع).
(٦) ويدخل في ذلك أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- دخولًا أوَّليًّا "لأنَّه لم يتقدمهم أحدٌ في الفضيلة إلى يومنا هذا؛ فأولئك مقطوع بإمامتهم، متفق عليهم- وصدق وعد الله فيهم، وكانوا على الدين الذي ارتضى لهم، واستقر الأمر لهم، وقاموا بسياسة المسلمين، وذبُّوا عن حوزة؛ فنفذ الوعد فيهم، وصدق الكلام فيهم. وإذا لم يكن هذا الوعد بهم يُنجز، وفيهم نَفَذ، وعليهم ورد، ففيمن يكون إذن؟ وليس بعدهم مثلهم إلى يومنا هذا، ولا يكون فيما بعده" انتهى من كلام ابن العربي في "أحكام القرآن" ٣/ ١٣٩٢.
وانظر ما قاله أبو حيان ٦/ ٤٦٩، وابن كثير ٣/ ٣٠٠ - ٣٠٢ في إنجازه وعده للصحابة ومن بعدهم حين قاموا بالشروط في الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>