للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن عباس- في رواية عطاء: أو صديقكم إذا دعاكم (١).

وقوله تعالى {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} قال أكثر المفسرين: نزلت في بني ليث بن بكر (٢) -وهم حيّ من كنانة- كان الرجل لا يأكل وحده، يمكث يومه فإن لم يجد من يؤاكله لم يأكل شيئًا، وربما كانت معه الإبل الحُفَّل (٣) فلا يشرب من ألبانها حتى يجد من يشاربه، فأعلم الله أن الرجل منهم إن أكل وحده فلا إثم عليه (٤).

ونصب {جَمِيعًا} على الحال. ومعنى {أَشْتَاتًا}: متفرقين، جمع شت، والشت المصدر بمعنى: التفرق، يقال: شت القوم، إذا تفرقوا. ثم يوصف به ويجمع (٥).

وهذا معنى قول قتادة، ومقاتل، والضحاك، وابن جريج، ورواية الوالبي عن ابن عباس (٦).


(١) ذكر الماوردي ٤/ ١٢٤ هذا القول بمعناه، ولم ينسبه لأحد.
(٢) بطن من كنانة بن خزيمة، من العدنانية، وهو بنو ليث بن بكر بن عبد مناة من كنانة بن خزيمة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كانوا يقيمون حول مكة. "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص ١٨٠، "معجم قبائل العرب" لكحالة ٣/ ١٠١٩ - ١٠٢٠.
(٣) الحُفَّل: كرُكَّع-: جمع حافلة، وهي التي امتلأ ضرعها لبنًا. انظر: "لسان العرب" ١١/ ١٥٧ (حف)، "القاموس المحيط" ٣/ ٣٥٨.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٥٤.
وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ١٤٩، "البيان في غريب القرآن" للأنباري ٢/ ٢٠٠، "الدر المصون" ٨/ ٤٤٤.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ١١/ ٢٦٩ (شت)، "الصحاح" للجوهري ١/ ٢٥٤ (شتت)، "لسان العرب" ٢/ ٤٨ - ٤٩ (شتت).
(٦) ذكره الثعلبي ٣/ ٩٠ عن هؤلاء عدا مقاتل. =

<<  <  ج: ص:  >  >>