للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن يجعل {يَسْتَطِيعُونَ} بالياء للمتخذين الشركاء على الانصراف من الخطاب إلى الغيبة؛ لأن قبله خطابًا، وبعده خطابًا، وهو قوله: {وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ} (١) وهذا مذهب مجاهد؛ لأنه قال: المشركون لا يستطيعونه (٢). ونحو ذلك روى عطاء عن ابن عباس قال: لا يصرفون عن أنفسهم سوء العذاب. يعني المشركين. ولكن {يَسْتَطِيعُونَ} خبر عن الشركاء على ما ذكرنا، وهو مذهب مقاتل (٣). ومن قرأ بالتاء فالمعنى: {يَسْتَطِيعُونَ} أيها المتخذون الشركاء صرفًا ولا نصرًا (٤).

قال أبو عبيد: والاختيار الياء، وتصديقها حرف ابن مسعود: {فَمَا يسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلاَ نَصْرًا} (٥) فلما جاءت المخاطبة بقوله: {لَكُمُ} تبين أنه أخبر بالاستطاعة عن قوم.

وتفسير الصرف هاهنا: صرف العذاب، في قول ابن عباس ومقاتل، وأكثر المفسرين، وأهل المعاني (٦). وروي عن يونس أنه قال: الصرف:


= وعن ابن كثير أنه قرأ بالياء في الموضعين. "السبعة" ص ٤٦٣، و"المبسوط في القراءات العشر" ص ٢٧١، و"التبصرة" ص ٦١٣، و"النشر" ٢/ ٣٣٤.
(١) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٤٠، بنصه.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٨/ ١٩٢، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٧٤. وتفسير مجاهد ٢/ ٤٤٩.
(٣) "تفسير مقاتل" ص ٤٣ ب.
(٤) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٤٠.
(٥) أخرج هذه القراءة بإسناده ابن جرير ١٨/ ٣١٩، نصها: (مَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً) ولعل هذا تصحيف من: لكم، إلى: لك. ثُمَّ قال: فإن تكن هذه الرواية عنه صحيحة، صح التأويل .... وذكره ابن عطية ١١/ ٢٠، نقلاً عن ابن أبي حاتم، لكنِّي لم أجده عنده.
(٦) "تفسير مقاتل" ص ٤٤ أ. وذكره السمرقندي ٢/ ٤٥٦. والثعلبي ٩٤ أ. ونسبه الماوردي ٤/ ١٣٧، لزيد بن أسلم. و"معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>