للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسوله (١). قال الكلبي ومقاتل: نزلت في مشركي مكة؛ أبي جهل، وأصحابه (٢). طلبوا من الآيات ما لم يأت أمةً من الأمم (٣).

قال الله -عز وجل-: {لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ} قال ابن عباس ومقاتل: يعني: تكبروا (٤) حيث سألوا الله -عز وجل- الشَّطَط (٥)؛ لأن الملائكة لا تُرى إلا عند الموت، أو عند نزول العذاب (٦).


= عليه. وكذا ابن جرير ١٩/ ١. وأخرج ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٧٦، بسنده عن قتادة: أي: فنراهم عياناً. ولم يذكر غيره. وذكر الثعلبي ٨/ ٩٤ ب، القول الثاني. وذكر الماوردي ٤/ ١٤٠، القولين. وذكر ابن كثير ٦/ ١٠١، قولاً ثالثاً، وهو عنادهم في قولهم {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ} أي: بالرسالة، كما تنزل على الأنبياء، كما أخبر الله عنهم في الآية الأخرى {قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ}.
(١) "تنوير المقباس" ص ٣٠٢. بمعناه. و"تفسير مقاتل" ص ٤٤ أ. و"تفسير هود" ٣/ ٢٠٦. وهذا كقوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ * أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} [الإسراء٩٠، ٩٢] "تفسير الطبري" ١٩/ ١، وأخرج بسنده عن ابن جريج، أنه قال قال كفار قريش {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ} فيخبرونا أن محمداً رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وهذا منهم مشابهة لليهود في قولهم: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: ٥٥]. وهذا كله على سبيل التعنت، وإلا ففيما جاءهم به من المعجزات كفاية. "تفسير أبي حيان" ٦/ ٤٥٠. وحتى لو أجيبوا فيما طلبوا لم يحصل منهم الإيمان {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} [الأنعام: ١١١].
(٢) "تنوير المقباس" ص ٣٠٢. و"تفسير مقاتل" ص ٤٤ أ، وفيه تسمية من نزلت فيهم.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦٣. بنصه. وهو في "الوسيط" ٣/ ٣٣٨، غير منسوب أيضًا.
(٤) "تفسير مقاتل" ص ٤٤ أ. وما بعده غير موجود فيه. فلعله من كلام الواحدي. رحمه الله.
(٥) الشَطَط: مجاوزة القدر، قال تعالى: {وَلَا تُشْطِطْ} [ص: ٢٢] "مجمل اللغة" لابن فارس ٢/ ٤٩٦. و"القاموس المحيط" ٨٧٠.
(٦) الذي في "تفسير مقاتل" ص ٤٤ أ، هو ما ذكره الواحدي بعد ذلك. وأما ما ذكره. =

<<  <  ج: ص:  >  >>