للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يريد أنَّ يوم القيامة لا مَلِك يقضي غيره (١). وقال مقاتل: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ} [الفرقان: ٢٦] وحده، واليوم الكفار ينازعونه في أمره (٢).

قوله تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا} قال ابن عباس: هو على الكافرين عسير] (٣) وهو على المؤمنين غير عسير عليهم. قال مقاتل: عسير عليهم يومئذ لشدته، ومشقته، ويهون على المؤمنين كأدنى صلاة (٤) صلاها في دار الدنيا (٥). وفي هذه الآية تبشير عظيم للمؤمنين حيث خص


(١) في "تنوير المقباس" ص ٣٥٢: {الْمُلْكُ} القضاء، {يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} العدل. وذكره في: "الوسيط" ٣/ ٣٣٩. ونسبه البغوي ٦/ ٨٠، لابن عباس.
(٢) "تفسير مقاتل" ص ٤٤ ب. وفي إضافة الملك في يوم القيامة لاسمه تعالى: الرحمن، معانٍ عظيمة. ذكر بعضها السعدي في تفسيره ٥/ ٤٧٤.
(٣) ما بين المعقوفين، في نسخة: (أ)، (ب). وهو في "تنوير المقباس" ص ٣٠٢، بمعناه وأخرج نحوه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٨٣، عن قتادة
(٤) صلاة. في نسخة: (أ)، (ب).
(٥) "تفسير مقاتل" ص ٤٤ ب. بمعناه، وذكره الثعلبي ٨/ ٩٥ ب، ولم ينسبه. وقد ورد هذا في حديث مرفوع: قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَثنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سعيد الْخُدْرِيِّ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: يَوْمًا كَانَ مِقدَارُهُ خمسِينَ أَلْفَ سَنةٍ مَا أَطْوَلَ هَذَا الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَتى يَكُونَ أَخَفَ عَلَيْهِ مِنْ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلَيهَا في الدُّنْيَا". "المسند" ٤/ ١٥١، رقم: ١١٧١٧، وأخرجه أبو يعلى الموصلي ٢/ ٥٢٧، من طريق الإمام أحمد، وقال الهيثمي ١٠/ ٣٣٧: إسناده حسن، على ضعف في راويه. وذكره ابن كثير ٦/ ١٠٧، ونسبه للإمام أحمد، وسكت عنه. وهذا الحديث مرسل. وابن لَهيعة، صدوق، اختلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن وهب، وابن المبارك عنه أعدل من غيرهما. المغني في الضعفاء ١/ ٥٠٢. و"التقريب" ص ٥٣٨ وهذا الحديث ليس من طريقهما. ودراج، هو: ابن سمعان، أبو السمح، صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف. "التقريب" ص ٣١٠، وذكر ابن عدي هذا الحديث، في: الكامل في ضعفاء الرجال ٣/ ٩٨١، وقال: لا يتابع في دراج عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>