للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمية بن خلف فقال: يا عقبة، بلغني أنك صبوت. قال: ما فعلت، قال: فوجهى من وجهك حرام حتى تأتيه فتتفل في وجهه! وتتبرأ منه، فيعلم قومك أنك عدو من عاداهم وفرق جماعتهم. فأطاعه، وفعل ذلك واشتد علي النبي -صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله فيه يخبره بما هو صائر إليه (١).

وهذا قول الشعبي (٢)، ونحو هذا قال مقاتل، سواء، إلا أنه ذكر أبيًّا بدل أمية (٣).

وقال الكلبي: قال أُبي لعقبة: ما أنا بالذي أرضى عنك أبدًا حتى تأتي محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وتبزق في وجهه! وتطأ عنقه! ففعل ذلك عقبة، فأنزل الله: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ} يعني: عقبة، في قول الأكثرين (٤).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٨٥.
(٢) "تفسير الثعلبي" ٨/ ٩٥ ب، وفي خبر الشعبي، أن عقبة أسلم، فعاتبه أمية، وقال له ... إلخ. وعنه الواحدي، في "أسباب النزول" ص ٣٣٣.
(٣) "تفسير مقاتل" ص ٤٤ ب. وأخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٨٤، عن قتادة. قال ابن عطية ١١/ ٣٣: ومن أدخل في هذه الآية أمية بن خلف، فقد وهم، إلا على قول من يرى {الظَّالِمُ} اسم جنس.
(٤) وممن قال بذلك عمرو بن ميمون، أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٨٥. وأكثر الروايات عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، ورواية أخرى عن السدي، ليس فيها ذكر أنه فعل ما همَّ به من التفل، ووطْء العنق، بل في رواية مِقْسَم التصريح بأن الله تعالى لم يسلطه على ذلك، فيتعين الأخذ بها لما فيها من حفظ النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإهانة، إضافة إلى أنها أخبار تحتاج إلى تأكيد؛ لأن من رواها لم يعاصر هذه الحادثة، والله أعلم. أخرج هذه الروايات ابن جرير ١٩/ ٨، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٨٤. وذكر الثعلبي ٩٥ ب، عن الضحاك، أن عقبة لَمَّا فعل ذلك رجع بزاقه في وجهه، وانشعب شعبتين، فأحرق خديه، فكان أثر ذلك فيه حتى الموت. وكان يحسن من الواحدي -رحمه الله- إيراد هذه الرواية وقد أعرض ابن كثير -رحمه الله- عن إيراد هذه الروايات كلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>