للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في لَجَّةٍ أمْسكْ فلانًا عن فُلِ (١)

وروى أبو تراب عن الأصمعي: يا فلا، في النداء. (٢) وهذا يقوي قول المبرد. وذكرنا معنى الخليل، في سورة: النساء (٣).


= المصون" ٨/ ٤٨٠. قال السمين الحلبي: فلان كناية عن علم من يعقل وهو منصرف، وفُلُ كناية عن نكرة من يعقل من المذكور، وفُلَة عمن يعقل من الإناث، والفلان والفلانة بالألف واللام عن غير العاقل، ويختص فُلُ، وفُلَة؛ بالنداء إلا في ضرورة. "الدر المصون" ٨/ ٤٧٩.
(١) "المقتضب" ٤/ ٢٣٧، ولم ينسب البيت. ونسبه سيبويه لأبي النجم، "الكتاب" ٢/ ٢٤٨، واستشهد به على استعمال: فل، موضع فلان، في الشعر للضرورة. وأنشده الأزهري، ولم ينسبه، واستشهد به على أن اللجة: الصوت. "تهذيب اللغة" ١٠/ ٤٩٤ (لج). وذهب ابن قتيبة، في "تأويل مشكل القرآن" ص ٢٦٣، إلى أن قول القائل: ما جاءك إلا فلان بن فلان، يريد أشراف الناس المعروفين، كقول الشاعر: في لَجَّةِ أمْسكْ فلانًا عن فُلِ. يريد: أمسك فلانًا عن فلان، ولم يرد رجلين بأعيانهما، وإنما أراد: أنهم في غمرة الشر، وضجته، فالحَجَزة، يقولون لهذا: أمسك، ولهذا: كُفَّ. واللجة: كثرة الأصوات، "اللسان" ١٣/ ٣٢٥.
(٢) "تهذيب اللغة" ١٥/ ٣٥٥ (فلن)، ولفظه: أبو تراب عن الأصمعي يقال: قم يا فل، ويا فلاة.
أبو تراب، خراساني لغوي، استدرك على الخليل بن أحمد في كتاب العين، ورد عليه العلماء في ذلك كما قال القفطي، وصنف كتاب: الاستدراك على الخليل، ومن هذا الكتاب أخذ الأزهري ما نقله عن أبي تراب في كتابه: "تهذيب اللغة". "إنباه الرواة على أنباه النحاة" ٤/ ١٠٢. و"الفهرست" ص ٩٢.
(٣) قال الواحدي في تفسير قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: ١٢٥]: قال أبو بكر بن الأنباري: الخليك معناه في اللغة: المُحب الكامل المحبة، والمحبوب الموفي حقيقة المحبة .. وقال بعض أهل العلم: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} أي: فقيراً إليه لا يجعل فقره وفاقته إلى غيره، ولا ينزل حاجته بسواه .. فهذان القولان ذكرهما جميع أهل المعاني؛ والاختيار هو الأول؛ لأن الله -عز وجل- =

<<  <  ج: ص:  >  >>