للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليصح النظم، وهو أن نقول: تقديره: أنزلناه متفرقًا لنثبت به فؤادك (١). أى: ليقوى به قلبك، فتزداد بصيرة. وذلك أنه إذا كان الوحي يأتيه متجددًا في كل أمر وحادثة كان ذلك أزيد في بصيرته، وأقوى لقلبه (٢). وذكرنا معنى تثبيت الفؤاد عند قوله: {مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} [هود: ١٢٠] (٣). وقال أبو عبيدة: {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} أي: لنطيب به نفسك، ونشجعك (٤). وهذا معنى ما ذكرناه.

قوله تعالى: {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} قال ابن عباس: بيَّناه بيانًا (٥). وقال إبراهيم: فرَّقناه في التنزيل (٦). وهو معنى قول الحسن (٧). وقال السدي:


(١) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٦٧.
(٢) "الوسيط" ٣/ ٣٤٠. وذكر مقاتل ٤٥ أ، أن التثبيت هنا للقرآن في قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يعني: ليثبت القرآن في قلبك. وفي "تأويل مشكل القرآن" ص ٢٣٢ الخطاب هنا للنبي -صلى الله عليه وسلم- والمراد بالتثبيت هو والمؤمنون
(٣) قال الواحدي في تفسير هذه الآية: قال ابن عباس: يريد: لنزيدك يقينًا، وفسر التثبيت هاهنا بالتشديد عن ابن عباس، وبالتقوية عن الضحاك، والتصبير عن ابن جريج؛ وهو الأقرب؛ لأن ما يُقص عليه من إنباء الرسل إنما هو للإعتبار بها لما فيها من حسن صبرهم على أممهم.
(٤) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٧٤. وفي "تنوير المقباس" ص ٣٠٣: لنطيب به فؤادك، ونحفظ به قلبك.
(٥) في "الوسيط" ٣/ ٣٤٠، منسوبًا لابن عباس -رضي الله عنهما-: بيناه تبييناً. وهو كذلك في "الوجيز" ص ٧٧٨، لكنه غير منسوب. وفي "تنوير المقباس" ص ٣٠٣: تبياناً، بدل: بياناً. ونسبه الهواري ٣/ ٢٠٩، لقتادة، وأخرجه عن قتادة ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٩١. وأخرج أيضًا عن ابن عباس: {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا}، يقول: شيء بعد شيء.
(٦) أخرجه ابن جرير ١٩/ ١١، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٩١.
(٧) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٦٩. وابن جرير ١٩/ ١١، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>