للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنه (تَفَعُّل) (١) من اللقاء، فالتلقي معناه: التعرض للقاء الشيء، ولما كان الاستقبال للشيء تعرض للقائه قيل له: (تلقٍّ) (٢).

ويقال لَقَّيْتُه الشيء فَتَلَقَّى، أي عرضته لأن يراه فتعرض له، فَلَقَّيْتُه من (لقى) مثل: رَأيْتُه من (يري)، ومنه قوله تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا} [فصلت: ٣٥] ثم صار التلقي بمعنى الأخذ، لأن الإنسان إنما يستقبل ما يحرص عليه، فكل كلام استقبلته فأنت مريد أخذه، وإلا أعرضت عنه (٣). وجميع أهل اللغة والمعاني فسروا (التلقي) هاهنا بالأخذ والقبول (٤)، ومنه الحديث: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتلقى الوحي من جبريل) (٥) أي يتقبله ويأخذه (٦).


(١) في (أ)، (ج): (يفعل).
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٢٤٢ - ٢٤٣.
(٣) (عنه) ساقطة من (ب).
(٤) انظر: "تهذيب اللغة" (لقي) ٤/ ٣٢٩١، والطبري فىِ "تفسيره" ١/ ٢٤٢ - ٢٤٣، (تفسير أبي الليث) ١/ ١١٢، "غريب القرآن" لابن قتيبة ١/ ٣٨، وابن عطية في "تفسيره" ١/ ٢٦٠. ومنهم من فسر تلقي آدم للكلمات: بأنه تعلمها ودعا بها، انظر "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٨٥، "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٢٩١.
(٥) بهذا النص ذكره ابن قتيبة في "غريب القرآن" ١/ ٣٨. وبهذا المعنى أخرج أحمد في "مسنده" بسنده عن ابن عباس: أن أبيا قال لعمر يا أمير المؤمنين إني تلقيت القرآن ممن تلقاه، وقال عفان: ممن يتلقاه من جبريل عليه السلام وهو رطب، "المسند" ٥/ ١١٧، وعفان أحد رواة الحديث والأحاديث بمعناه في البخاري رقم (٥٠٤٤) كتاب (فضائل القرآن) باب (الترتيل في القراءة)، ونحوه في مسلم رقم (٤٤٨) كتاب الصلاة، باب: الاستماع للقراءة.
(٦) "غريب القرآن" لابن قتيبة ١/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>