للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال صاحب النظم: ليس هذا من السكون الذي هو ضد الحركة؛ لأن الظل ساكن أبدًا، ولكنه من السكون الذي هو بمعنى الإقامة، يقال: سكن فلان بلد كذا، أي: أقام فيه.

قوله: {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} ذُكِر فيه قولان، قال مقاتل: يعني على الظل دليلًا تعلوه الشمس فتدفعه حتى تأتي على الظل كله (١). وهذا معنى قول مجاهد: {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} قال: تحويه (٢)؛ أي: تأخذه.

وقال الكلبي: حيثما يكون الظل تكون الشمس (٣).

وقال أبو إسحاق: الشمس دليل على الظل وهي تنسخ الظل (٤). وهذه الأقوال معناها واحد. وبيانها ما ذكره صاحب النظم؛ فقال: دليل، هاهنا فعيل بمعنى: مفعول، نحو: العتيل، والدَّهين، والخصيب (٥). والمعنى: دللنا الشمس على الظل حتى ذهبت به. أي: اتبعناها إياه. يدل على ذلك:


(١) "تفسير مقاتل" ص ٤٦ أ. وفيه: يتلو، بدل: تعلوه وأخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٠٢، عن قتادة، والسدي. قال الهواري ٣/ ٢١٢: تتبعه، وتقبضه.
(٢) أخرج ابن برير ١٩/ ١٩. وابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٠٢. وتفسير مجاهد ٢/ ٤٥٣.
(٣) "تنوير المقباس" ص ٣٠٤.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٧٠.
(٥) هكذا في (أ)، (ب): (العتيل)، وأهمل وضع النقط في (ج). العتيل: الأجير. "تهذيب اللغة" ٢/ ٢٧١، و"اللسان" ١١/ ٤٢٤ (عتل). الدَّهين: الناقة القليلة اللبن. ورجل دهين: ضعيف. "تهذيب اللغة" ٦/ ٢٠٦، "اللسان" ١٣/ ١٦١ (دهن). الخصيب: الرجل إذا كان كثير خير المنزل، يقال: إنه خصيب الرحل. ويقال: مكان مخصب، وخصيب. "تهذيب اللغة" ٧/ ١٥٠، و"اللسان" ١/ ٣٥٦ (خصب).

<<  <  ج: ص:  >  >>