للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استعمله فيما كان مؤلفًا من هذه الكَلِم (١)، فالحرف الواحد لا يكون كلامًا، ولهذا لا يقطع (٢) الحرف الواحد الصلاة.

واختلف القراء في هذه الآية، فقرأ ابن كثير (آدم) بالنصب، (كلمات) بالرفع (٣)، وحجته في ذلك: أن الأفعال المتعدية إلى المفعول به على ثلاثة أضرب، منها: ما يجوز أن يكون الفاعل له مفعولا به، ويجوز أن يكون المفعول به فاعلا له (٤) نحو اكْرَمَ بِشْرٌ بكرا، وشتم زيد عمرًا، وضرب عبد الله زيدًا.

ومنها: ما لا يكون [فيه] (٥) المفعول فاعلًا له، نحو: دققت الثوب، وأكلت الخبز.

ومنها: ما يكون إسناده إلى الفاعل في المعنى كإسناده إلى المفعول به، [وذلك] (٦) نحو: أَصَبْت (٧) وَنِلْت وتَلَقَّيْتُ، تقول: نالني خير (٨) ونلت خيراً، وأصابني خير وأصبت خيراً. قال الله تعالى: {لَا يَنَالُ عَهْدِي


(١) "الحجة" لأبي علي ٢/ ٣٢، وانظر "الصحاح" (كلم) ٥/ ٢٠٢٣.
(٢) (لا) ساقطة من (ب).
(٣) قرأ ابن كثير وحده بنصب (آدم) ورفع (كلمات) وبقية العشرة برفع (آدم) ونصب (كلمات)، انظر: "السبعة" لابن مجاهد ص ١٥٤، "التبصرة" ص ٢٥٠، "النشر" ٢/ ٢١١، "الإقناع" لابن الباذش ٢/ ٥٩٧، "البدور الزاهرة" ص٣٠.
(٤) في "الحجة": (منها ما يجوز فيه أن يكون الفاعل له مفعولًا به، ومنها ما يجوز أن يكون المفعول به فاعلًا له)، ٢/ ٤٠، وما عند الواحدي هو صحيح.
(٥) (فيه) ساقطة من (ب)، (ج)، وثابت في (أ)، "الحجة" ١/ ٤٠.
(٦) (وذلك) ساقط من (ب)
(٧) في (ب): (أصب).
(٨) في (ب): (خيرًا) في كل المواضع الأربعة بالنصب.

<<  <  ج: ص:  >  >>