للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الكلمات) (١) قوله (٢): {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ} [النور: ١٥]، فأسند الفعل إلى المخاطبين، والمفعول به كلام يُتَلَقَّى (٣)، كما أن الذي تَلَقَّى آدم كلام يتلقى، فكما أسند الفعل إلى المخاطبين، فجعل التلقي لهم، كذلك يلزم أن يسند الفعل إلى آدم، فيجعل التلقي له (٤) دون الكلمات (٥).

ومعنى التلقي للكلمات هو أن الله تعالى ألهم (٦) آدم حتى اعترف

بذنبه، وقال: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} الآية [الأعراف: ٢٣]، فهذه الآية هي المعنية بالكلمات في قول الحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد (٧)، وأخذ آدم


(١) وهي قراءة العشرة عدا ابن كثير كما سبق.
(٢) في "الحجة": (ومن حجة من رفع أن عليه الأكثر، ومما يشهد للرفع قوله ..) ٢/ ٤١.
(٣) في (ج): (تلقى).
(٤) (له) ساقط من (ج).
(٥) (الحجة) لأبي علي ٢/ ٤١، ٤٢، وقال مكي: وعلة من قرأ برفع (آدم) ونصب (الكلمات) أنه جعل (آدم) هو الذي تلقى الكلمات، لأنه هو قبلها ودعا بها، وعمل بها، فتاب الله عليه، فهو الفاعل لقبول الكلمات ...) "الكشف" ١/ ٢٣٧، وانظر "حجة القراءات" لابن زنجلة ص ٩٥، "الحجة" لابن خالويه ص ٧٥.
(٦) وكذا قال أبو الليث في "تفسيره" ١/ ١١٢، وقال ابن قتيبة: كأن الله أوحى إليه أن يستغفره ويستقبله بكلام من عنده، "غريب القرآن" ص ٣٨، وقال ابن جرير: (... كأنه استقبله، فتلقاه بالقبول حين أوحى إليه وأخبره ..)، "تفسير الطبري" ١/ ٢٤٢ - ٢٤٣، فهو وحي، انظر: "تفسير ابن عطية" ١/ ٢٦٠ - ٢٦١، و"زاد المسير" ١/ ٦٩.
(٧) أخرجه ابن جرير في "تفسيره" عن مجاهد وقتادة وابن زيد والحسن وأبي العالية ١/ ٢٤٣ - ٢٤٤، وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" عن مجاهد وسعيد بن جبير والحسن وقتادة ومحمد بن كعب وخالد بن معدان وعطاء الخرساني، والربيع ١/ ٩٠ - ٩١، وأخرجه الثعلبي في "تفسيره" بسنده عن ابن عباس قال: وكذلك قال مجاهد والحسن ١/ ٦٦ أ، وانظر: "زاد المسير" ١/ ٦٩، و"تفسير ابن كثير" ١/ ٨٦ - ٨٧. ورجح ابن جرير هذا القول، قال: (والذي يدل عليه كتاب الله أن =

<<  <  ج: ص:  >  >>