للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا} الظهير: المعين، فعيل بمعنى مفاعل، كوزير وشريب، وأكيل. ونحو هذا قال ابن عباس، ومجاهد، والمفسرون، في تفسير الظهير، أنه: العون والمعين (١). قال مقاتل: يعني: معينًا للمشركين على أن لا يوحدوا الله (٢).

وقال الحسن: عونًا للشيطان على ربه بالمعاصي (٣). واختاره أبو إسحاق؛ فقال: لأنه يتابع الشيطان، ويعلو به على معصية الله؛ لأن عبادتهم الأصنام معاونة للشيطان (٤).

قال ابن عباس، وعطية، ومقاتل، والكلبي: يعني أبا جهل (٥).


(١) "تنوير المقباس" ص ٣٠٤. و"تفسير مجاهد" ٢/ ٤٥٥. وابن قتيبة في "الغريب" ص ٣١٤. و"تفسير الهواري" ٣/ ٢١٥. وأخرجه بسنده عن مجاهد، والحسن، وابن زيد، ابن جرير ١٩/ ٢٦، واستدل عليه ابن زيد، بقوله تعالى: {فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ} [القصص: ٨٦] أي: لا تكونن لهم عوينًا. وقوله تعالى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ} [الأحزاب: ٢٦] ظاهروهم: أعانوهم. واستظهر هذا القول الشنقيطي ٦/ ٣٤٣.
(٢) "تفسير مقاتل" ص ٤٦ ب. قال ابن القيم عن هذه الآية: هذا من ألطف خطاب القرآن، وأشرف معانيه، وأن المؤمن دائمًا مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه، ثم ذكر عبارات السلف في تفسير الآية، ثم قال: وهذه العبادة هي الموالاة والمحبة والرضا بمعبوديتهم المتضمنة لمعيتهم الخاصة فظاهروا أعداء الله على معاداته ومخالفته، ومساخطه، بخلاف وليه -سبحانه وتعالى- فإنه معه على نفسه وشيطانه وهواه. "الفوائد" ص ٧٩ - ٨٥.
(٣) أخرجه بسنده، عبد الرزاق، في تفسيره ٢/ ٧٠. وأخرج نحوه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧١١، عن سعيد بن جبير. وذكر السيوطي تخريج عبد بن حميد وابن المنذر نحوه عن قتادة. "الدر المنثور" ٦/ ٢٦٧.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٧٣.
(٥) "تفسير مقاتل" ص ٤٦ ب. و"تنوير المقباس" ص ٣٠٤. و"تفسير الهواري" =

<<  <  ج: ص:  >  >>