قال ابن عاشور ١٣/ ٤٣٨: والحاصل أنه ليس فيكم الآن ما يصلح أن يعتد بكم لأجله إلا الدعاء؛ لأنكم مكذبون، وإنما قلت: الآن؛ لأن: ما، لا تدخل إلا على مضارع بمعنى الحال، عكس: لا. (١) أخرج ابن جرير ١٩/ ٥٥، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٤٥، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- من طريق علي بن أبي طلحة وأخبر الله تعالى الكفار أنه لا حاجة له بهم ... (٢) "تنوير المقباس" ص ٣٠٦. وعند مقاتل خلاف ذلك؛ قال في قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد كفار مكة. (٣) "تأويل مشكل القرآن" ٤٣٨. والسبب في كون هذه الآية مشكلة؛ لأن فيها مضمر، فاختلف في تعيينه. أفاده ابن قتيبة، ولذا ذهب إلى ما ذهب إليه أخذاً بظاهر الآية، ثم قال: ويوضح ذلك قوله: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} أي: يكون العذاب لمن كذب ودعا من دونه إلهاً لازماً. وذكر الطوسي ٧/ ٥١٣، هذا القول عن البلخي؛ قال: معناه: لولا كفركم وشرككم ما يعبأ بعذابكم، وحذف العذاب وأقام المضاف إليه مقامه. وذكر ابن جرير الطبري ١٩/ ٥٧، قول ابن قتيبة، ورد عليه فقال: وقد كان بعض من لا علم له بأقوال أهل العلم، يقول في تأويل ذلك: قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم ما تدعون من دونه من الآلهة والأنداد. وهذا قول لا معنى للتشاغل =