للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَرَكُوا هَوَيَّ وَأَعْنَقُوا لِهَواهُمُ ... فَتُخُرِّمُوا وَلِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ (١)

وقال آخر (٢):

يُطَوَّفُ بِي عِكَبٌّ (٣) فِي مَعَدٍّ ... وَيَطْعَنُ بِالصُّمُلَّةِ فِي قَفَيَّا

فَإِنْ لَمْ تَثْأَرُوا لِي مِنْ عِكَبٍّ ... فَلَا أَرْوَيْتُم أبَدًا صَدَيَّا (٤)

وقال أبو دواد (٥):


(١) البيت من قصيدة قالها أبو ذؤيب يرثي بنيه، حيث ذهبوا للجهاد، وكان هواه أن يقيموا معه، وأن يموت قبلهم، قوله: فَتُخُرِّمُوا: أخذوا واحدًا واحدًا، تخرمتهم المنية، ولكل جنب مصرع: أي كل إنسان يموت، انظر: "شرح أشعار الهذليين" ١/ ٧، "المحتسب" ١/ ٧٦، "المفضليات" ص ٤٢١، "شرح المفصل" ٣/ ٣٣، "تفسير ابن عطية" ١/ ٢٦٤، و"تفسير القرطبي" ١/ ٢٨٠، "البحر" ١/ ١٦٩. والراوية للبيت في المصادر كلها (سبقوا) بدل (تركوا).
(٢) البيتان للمُنَخَّل اليَشْكري، وقال في "الصحاح": (المتَنخِّل اليَشْكُري)، وفي الهامش: اسم اليَشُكري (المنخل) وأما (المنتخل) فهو الهذلي، "الصحاح" ١/ ١٨٨، وكان من قصة المُنخل (أنه كان بينه وبين المتجردة امرأة النعمان بن المنذر علاقة ولما علم النعمان دفعه إلى سجانه واسمه (عِكب) فقيده وعذبه.
(٣) في (ب): (كعب) في الموضعين.
(٤) يروي البيت: (تثأران) و (فلا رَوَّيْتُما) وقوله: (صَدَيَّا): الصدى في زعم الجاهلية طائر يصيح إذا لم يتأر بالمقتول، وقيل هو اسم ماد والصملة هي العصا. وشاهد (صديا) و (قفيا) حيث استعملهما على لغة هذيل، الأبيات في "المحتسب" ١/ ٧٦، "الخصائص" ١/ ١٧٧، "شرح المفصل" ٣/ ١٨٨، "ترتيب الإصلاح" ١/ ١٨٥، والبيت الأول في "الصحاح" (عكب) ١/ ١٨٨، "اللسان" (عكب) ٥/ ٣٠٥٤.
(٥) هو أبو دواد الإيادي، وكان قد جاور هلال بن كعب من تميم، فلعب غلام له مع غلمان الحي في غدير فغطسوه في الماء ومات، فعزم أبو دواد على مفارقتهم وذم جوارهم، وحاولوا إرضاءه فقال البيت وبيتًا قبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>