للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عباس: يريد: المشركين {يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} من الشياطين (١). قولى: يريد المشركين، يعني: الشعراء المشركين.

وقد ذكر مقاتل أسماءهم؛ فقال: منهم: عبد الله بن الزَّبَعرى السهمي، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي، ومُسافع بن عبد مناف الجُمحي، وأبو عزة عمرو بن عبد الله، كلهم من قريش، وأمية بن أبي الصلت الثقفي، تكلموا بالكذب والباطل وقالوا: نحن نقول مثل قول محمد، وقالوا: الشعر، واجتمع إليهم غواة من قومهم (٢) يسمعون أشعارهم، ويروون عنهم حين يهجون النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه (٣).

وقال عكرمة: تهاجا شاعران في الجاهلية مع كل واحد فئام (٤) من الناس فقال الله عز وجل: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} وهما ذانك الشاعران (٥). وهذا قول الضحاك في سبب النزول، وقال: الغواة: السفهاء (٦).


(١) أخرجه ابن جرير ١٩/ ١٢٧.
(٢) في نسخة (أ)، (ب): قولهم.
(٣) "تفسير مقاتل" ٥٥ ب.
(٤) الفئام من الناس: الجماعة. "تهذيب اللغة" ١٥/ ٥٧٢ (فأم).
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٣٢.
(٦) أخرج ابن جرير ١٩/ ١٢٧، بلفظ: "كان رجلان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحدهما من الأنصار، والآخر من قوم آخرين". وذكره كذلك الثعلبي ٨/ ١١٨ ب. وفي كون ذلك حدث بعد الهجرة إشكال من ناحية كون هذه السورة مكية. قال ابن كثير ٦/ ١٧٥: "ولكن هذه السورة مكية، فكيف يكون سبب نزول هذه الآية في شعراء الأنصار؟ في ذلك نظر، ولم يتقدم إلا مُرسلاتٌ لا يعتمد عليها، والله أعلم، ولكن هذا الاستثناء يدخل فيه شعراء الأنصار وغيرهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>