للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخطاب في قوله: {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} لسليمان. وكيف يصح أن يقال: {الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ} هو سليمان؟.

وقوله: {أَنَا آتِيكَ} أمال حمزة (ءَاتِيكَ) أشم الهمزة شيئًا من الكسر (١) من أجل لزوم الكسرة في آتي، وإذا لزمت الكسرة جازت الإمالة فأمال الفتحة التي على همزة المضارعة ليميل الألف في آتي نحو الياء، وإمالة الكسائي فتحة الياء في (ءَاتَانِ الله) أحسن من إمالة حمزة؛ لأن (ءَاتَى) مثال الماضي، والهمزة في (ءَاتِيكَ) همزة المضارعة، فإمالتها لا تحسن، ألا ترى أنه لو كانت الياء التي للمضارعة في الفعل، لم تجز الإمالة، وإذا لم تجز الإمالة في حرف من حروف المضارعة، كان ما بقىِ من الحروف في حكمه، ألا ترى أنهم قالوا: يَعِدُ، فأتبعوا سائر الحروف الياء، وكذلك أُكرِمُ (٢).

وقوله: {قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} قال محمد بن إسحاق: قال له آصف: تمد عينيك، فلا ينتهي إليك طرفك إلى مداه حتى أُمثِّلَه بين يديك (٣). ثم قال: امدد عينيك حتى ينتهي طرفك، فمد سليمان عينيه ينظر نحو اليمن، ودعا آصف فانخرق العرش مكانه الذي هو فيه، ثم نبع بين يدي سليمان (٤).


= لا يعرف نبوة الأنبياء إلا بالمعجزات، وقرروا ذلك بطرق مضطربة، والتزم في منهم إنكار خوارق العادات لغير الأنبياء، حتى أنكروا كرامات الأولياء والسحر، ونحو ذلك. "شرح العقيدة الطحاوية" ١٥٠.
(١) "السبعة في القراءات" ٤٨٢، و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٩٠.
(٢) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٩١، بشيء من التصرف.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٩/ ١٦٤.
(٤) أخرجه ابن جرير ١٩/ ١٦٤. وابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>