للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو إسحاق: حجز بينهما بقدرته فلا يختلط العذب بالملح (١).

وقال أهل المعاني: ويكون ذلك بكف كل واحد منهما عن صاحبه، وفيه دليل على أن الله تعالى قادر على كف النار عن الحطب حتى لا تحرقه، ولا تسحقه، كما كف الماء الملح عن العذب المجاور له أن يختلط به.

وقال السدي: قول الله تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا} هي البرزخ، وهو الحجر المحجور، وهو بحر الشام وبحر العراق والناس فيما بينهما؛ وعلى هذا معنى الحاجز بين البحرين: الجزائر والأرض والبلاد كما بين بحر فارس وبحر الروم (٢). والناس على القول الأول.

قوله تعالى: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} توحيدَ ربهم، وسلطانَه وقدرته. قاله ابن عباس ومقاتل (٣).


= وَحِجْرًا مَحْجُورًا}. انظر: "مجلة الإعجاز" ٤٤، العدد الثالث، ربيع الثاني ١٤١٨هـ.
(١) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٢٧، بلفظ: العذب بالملح. وهو موافق لنسخة: (ب)، (ج) وفي نسخة (أ): (بالمالح).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٠٩، عن الحسن. وذكره الثعلبي ٨/ ١٣٣ ب، ولم ينسبه، وصدره بـ: قيل. وهذا مخالف لظاهر الآية، فسياقها في بيان القدرة؛ وهي في الاختلاط وعدم التمازج أظهر. والله أعلم. وقد أثبتت الدراسات البحرية انتشار هذه الحواجز بين ملتقى الأبحر. انظر: "مجلة الإعجاز" ٤٤، العدد الثالث، ربيع الثاني ١٤١٨ هـ. وبحر فارس هو الخليج العربي، وسمي بذلك لسيطرة الإمبراطورية الفارسية عليه. ويسمى بحر العراق. "أطلس تاريخ الإسلام" ٤٤، ٤٦. وبحر الروم هو البحر المتوسط، سمي بذلك لسيطرة الإمبراطورية الرومانية عليه قبل ظهور الإسلام. ويسمى بحر الشام. "أطلس تاريخ الإسلام" ٤٤، ٤٥.
(٣) "تفسير مقاتل" ٦١ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>