للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجب (١)، وهذا كقوله: {حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} (٢) [القصص ٦٣، الأحقاف ١٨].

والمعنى: حق ووجب أن ينزل بهم ما قال الله، وحكم به من عذابه وسخطه عليهم. والكناية في: {عَلَيْهِمُ} للكفار الذين تخرج عليهم الدابة، وجازت الكناية عنهم؛ لأن ذكر الكفار قد سبق، وهؤلاء من جنس أولئك.

وقوله: {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ} قال ابن عمر وعطية: وذلك حين لا يأمرون بمعروف، ولا ينهون عن منكر (٣).

وروي عن حفصة بنت سيرين (٤) أنها سألت أبا العالية عن هذه الآية، فقال لها مجيبًا: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ}


(١) قال الواحدي في تفسير قول الله تعالى: {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ} [الأعراف: ٧١]: يقال: وقع القول والحكم إذا وجب، ومنه قوله: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} [النمل: ٨٢] معناه: إذا وجب، ومثله: {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ} [الأعراف: ١٣٤] أي: أصابهم ونزل بهم، وأصله من الوقوع بالأرض؛ يقال: وقع بالأرض مطر، ووقعت الإبل إذا بركت.
(٢) "معاني القرآن" ٢/ ٣٠٠، دون قوله: وذكرنا وقع بمعنى. وذكره الثعلبي ٨/ ١٣٥ أ، ولم ينسبه وأخرج ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٢٢، عن مقاتل بن حيان في قوله تعالى: {وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} قال: السخط. وقال ابن قتيبة: وجبت الحجة. "غريب القرآن" ٣٢٧.
(٣) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٨٥، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٢١، كلاهما عن عطية بن سعد عن ابن عمر. وأخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٤، عن ابن عمر، وعطية. وكذا الثعلبي ٨/ ١٣٥ أ.
(٤) حفصة بنت سيرين، أم الهذيل الفقهية، الأنصارية، البصرية، ثقة، روت عن أم عطية، وأم الرائح، وعن مولاها أنس بن مالك، وعن أبي العالية، وروى عنها أخوها محمد، وقتادة، وأيوب، وابن عون، وغيرهم. ماتت بعد المائة. "سير أعلام النبلاء" ٤/ ٥٠٧، و"تقريب التهذيب" ١٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>