للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أهل اللغة: الفصيح من الكلام: ما لا لحن فيه ولا خطأ. وأصل الكلمة: ظهور الشيء وصفاؤه. يقال: أفصح الصبح إذا بدا وظهر، وأفصح اللبن إذا زالت الرُّغوة عنه، وبدا صريحه (١). وإذا كان الكلام صافيًا من اللحن، خالصًا عما يوجب اللبس من لَجْلَجة أو مَجْمَجة (٢) شُبَّه باللبن الخالص من الرُّغوة فسمي: فصيحًا (٣).

وقوله: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} قال المفسرون: عونًا ومعينًا (٤). قال النضر: يقال فلان رِدْءٌ لفلان أي: يَنْصُره ويَشُد ظهره، وأصله من قولهم: ردأت الحائط أردأه، إذا دعمته بخشب أو لَبِن يدفعه أن يسقط.

وقال يونس: أردأت الحائط بهذا المعنى.

وقال الليث: رَدَأْت فلانًا بكذا أي: جعلتُه قوةً له وعمادًا. وأردأتُ فلانًا أي: ردأته (٥).


(١) الصريح: المحض الخالص من كل شيء، ويقال لِلَبَن: صريح، إذا لم تكن له رغوة. "تهذيب اللغة" ٤/ ٢٣٧ (صرح).
(٢) اللجلجة: أن يتكلم الرجل بلسانٍ غير بين. "تهذيب اللغة" ١٠/ ٤٩٥ (لج). والمجمجة، يقال: مجمج بي: إذا ذهب بك في الكلام مذهبًا على غير الاستقامة، وردك من حال إلى حال. "تهذيب اللغة" ١٠/ ٥٢٣ (مجمج)، وفي "اللسان" ٢/ ٣٦٣: مجمج الرجل في خبره: إذا لم يبينه.
(٣) "تهذيب اللغة" ٤/ ٢٥٣ (فصح)، بنحوه.
(٤) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٩١، عن قتادة. وأخرجه ابن جرير ٢٠/ ٧٤، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٧٧، عن مجاهد وقتادة و"تفسير مقاتل" ٦٥ ب و"الأضداد" لابن الأنباري ٢٠٨. و"غريب القرآن" لابن قتيبة ٣٣٣. و"تفسير الثعلبي" ٨/ ١٤٧ ب. وأخرج ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٧٧، عن مسلم بن جندب، أنه قال: {رِدْءًا} أي: زيادة.
(٥) كتاب "العين" ٨/ ٦٧ (ردء).

<<  <  ج: ص:  >  >>