للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني خلق بني آدم بدأ خلقهم ولم يكونوا شيئًا {ثُمَّ يُعِيدُهُ} يعني: يبعثهم في الآخرة أحياء بعد موتهم كما كانوا، قال: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} (١). واختلفوا في هذا؛ فذهب كثير من أهل التفسير والمعاني أن {أَهْوَنُ} هاهنا بمعنى: هين، يقول: وهو هين عليه. وهذا قول الحسن، والربيع، وقتادة، والكلبي؛ قالوا: هو هين عليه، أول خلقه وآخره، وما شيء عليه بعزيز (٢).

وهذا مذهب أبي عبيدة، وذكره المبرد والزجاج (٣)؛ وقالوا: يجيء أفعل بمعنى الفاعل، وأنشد (٤) لمعن بن أوس (٥):

لعمرك ما أدري وإني لأَوجلُ

يعني لوجل (٦).


(١) "تفسير مقاتل" ٧٨ ب.
(٢) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٣٦، عن ابن عباس، وقتادة، والربيع بن خُثيم. وذكره الثعلبي ٨/ ١٦٨ أ، عن الربيع بن خثيم، والحسن، وقال: وهو رواية العوفي عن ابن عباس. وذكره السيوطي عن الحسن، وعزاه لابن المنذر، "الدر المنثور" ٦/ ٤٩١. و"تنوير المقباس" ص ٣٤٠.
(٣) "مجاز القرآن" ٢/ ١٢١، و"الكامل" ٢/ ٨٧٦. و"المقتضب" ٣/ ٢٤٦، و"معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٨٣.
(٤) هكذا في النسختين؛ ولعل الصواب: وأنشدوا.
(٥) معن بن أوس بن نصر بن زياد المزنين شاعر فحل، من مخضرمي الجاهلية والإسلام، له مدائح في جماعة من الصحابة، رحل إلى الشام والبصرة، وكف بصره في أواخر أيامه. مات في المدينة. "خزانة الأدب" ٧/ ٢٦١، "الأعلام" ٧/ ٢٧٣. وذكره ابن حجر في القسم الثالث؛ المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-. "الإصابة في معرفة الصحابة" ٦/ ١٧٩.
(٦) "مجاز القرآن" ٢/ ١٢١، وأنشد البيت كاملًا, ولم ينسبه، وعجزه: =

<<  <  ج: ص:  >  >>