للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَالْبَحْرِ} هذا البر، فالبحر أي فساد فيه؟ قال: يقال إذا قلَّ المطر قلَّ الغوص (١). يعني: أن البحر إذا أمطر تفتح الأصداف أفواهها، فما وقع فيها من ماء السماء فهو لؤلؤ (٢). وعلى هذا المراد بالبحر: بحر الماء لا القرى. والقول هو الأول (٣).

قوله تعالى: {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} أي: من المعاصي (٤). يعني: كفار مكة {لِيُذِيقَهُمْ} الله بالجوع في السنين السبع (٥) {بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} أي: جزاء

{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} لكي يرجعوا من الكفر إلى الإيمان (٦). هذا الذي ذكرنا هو الصحيح في تفسير هذه الآية. وذُكر في تفسيرها أقوالٌ لا تليق


(١) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٤٩. فضيل بن مرزوق الأغر، الرَّقاشي، الكوفي، أبو عبد الرحمن، صدوق يهم، ورمي بالتشيع، حدث عن عدي بن ثابت، وعطية العوفي، وشقيق بن عقبة، وغيرهم، وحدث عنه وكيع، وأبو نُعيم، وعلي بن الجعد، وغيرهم. روى له مسلم في المتابعات، ت: ١٦٠ هـ. "سير أعلام النبلاء" ٧/ ٣٤٢، و"تقريب التهذيب" ٧٨٦.
(٢) ذكره الثعلبي ٨/ ١٦٩ ب، عن ابن عباس.
(٣) يعني أن المراد بالبحر: القرى التي على شاطىء البحر، وهذا القول وإن كان له وجه، لكن إجراء الآية على ظاهرها حيث لا يمنع من ذلك شيء أولى. ولعل الذي حمل الواحدي على ترجيح هذا القول تفسيره الفساد في الآية بالجدب والقحط، وهو غير مُتصور في البحر. وسيأتي توضيح القول الصحيح إن شاء الله تعالى.
(٤) ذكره السيوطي، "الدر المنثور" ٦/ ٤٩٧، وعزاه لابن أبي حاتم.
(٥) المراد بذلك ما ورد في الحديث الصحيح في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهل مكة بسنين كسني يوسف، -عليه السلام-، وقد سبق ذكره وتخريجه في تفسير الآية: ٩٣، من سورة النمل.
(٦) "تفسير مقاتل" ٧٩ ب، بنصه.

<<  <  ج: ص:  >  >>