للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتثنية (١): فتيان، فابن يجوز أن يكون المحذوف منه (الواو) (٢) و (الياء)، وهما عندنا متساويان.

وأبو علي ينكر أن يكون المحذوف الياء دون الواو (٣)، وقد دل فيما ذكرنا من كلامه أن المحذوف هو الواو. فأما إدخال ألف الوصل في (ابن)، فإنما أدخلت كما أدخلت في الاسم، وقد فرغنا منه في أول الكتاب (٤).

قوله تعالى: {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَائَكُمْ}. (يستحيون) يستفعلون من الحياة، ومعناه: يَسْتَبْقُونهن (٥)، ولا يقتلونهن (٦)، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم" (٧).

واسم النساء يقع على الكبار والصغار، وذلك أنهم كانوا يستبقون البنات (٨) لا يقتلونهن.


(١) (والواو) ساقطة من (ب).
(٢) في "معاني للزجاج": (الواو) أو (الياء) ١/ ١٠٢.
(٣) قال أبو علي: (ما أعلم الأخفش نص على هذه المسألة، أن الاختيار عنده أن يكون (الواو)، وأنه يجيز أن المحذوف الياء ..) "الإغفال" ص ٢٠٢ - ٢٠٣.
(٤) انظر ما سبق في أول تفسير الفاتحة.
(٥) في (ب): (يستبقوهن).
(٦) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣٧٢، و"الثعلبي" ١/ ٧٠ ب، "زاد المسير" ١/ ٧٨، وذكر الطبري عن أبي العالية وضعفه: (يستحيون) يسترقون. "الطبري" ١/ ٣٧٢.
(٧) أخرجه أبو داود عن سمرة بن جندب، وفيه (استبقوا) بدل (استحيوا) انظر: "سنن أبي داود" ٢٦٧٠ كتاب (الجهاد)، باب (في قتل النساء)، والترمذي (١٥٨٣) أبواب (السير) باب (ما جاء في النزول عن الحكم) وفيه: الشرخ: الغلمان الذين لم ينبتوا. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. عارضه الأحوزي
وأخرجه أحمد في "مسنده" ٥/ ١٢، ٢٠. ورمز السيوطي له بالصحة في "الجامع الصغير". انظر: "فيض القدير شرح الجامع" ٢/ ٧٦.
(٨) في (ب): (جميع البنات).

<<  <  ج: ص:  >  >>