للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأهل سماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل. فيقول: الحق (١).

وروى الزهري عن أبي إدريس (٢) قال: إذا تكلم الله جل ثناؤه وجدت السموات ومن فيهن رجفة، حتى إذا ذهب ذلك عنها نادى بعضهم بعضًا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، فذلك قوله: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} (٣).

وقال ابن عباس: إذا تكلم الله بالوحي، يسمع أهل السموات صوتا كصوت الحديد على الصفا، فيخرون سجدًا لذلك، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا ... (٤) الآية. ونحو هذا قال ابن مسعود (٥).

وقال قتادة والكلبي: لما كانت الفترة التي بين عيسى ومحمد عليهما السلام وبعث الله محمدًا، أنزل الله جبريل بالوحي، فلما نزل، ظنت الملائكة أنه نزل بشيء من الساعة فصعقوا لذلك، فجعل جبريل يمر بكل سماء ويكشف عنهم الفزع يرفعوا رؤوسهم (٦)، وقال بعضهم لبعض: ماذا


(١) أورده الثعلبي في "تفسيره" ٣/ ٢١٩.
(٢) هو: أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله، ويقال فيه: عيذ الله بن إدريس بن عائذ الخولاني، تقدمت ترجمته.
(٣) لم أقف عليه عن أبي إدريس من طريق الزهري. وقد أورد الثعلبي في "تفسيره" ٣/ ٢١٩ أ، هذا الأثر من طريق الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله.
(٤) أورده السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٦٩٧، وعزاه لابن أبي حاتم عن ابن عباس.
(٥) الأثر المروي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أخرجه بو داود في "سننه" كتاب: السنة، باب: في القرآن ٤/ ٢٣٥، رقم الحديث (٤٧٣٨)، و"الطبري" ٢٢/ ٩٠. وأورده السيوطي في "الدر" (٦/ ٦٩٩) وزاد نسبته لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي.
(٦) هكذا جاء الكلام في النسخ! وفيه اضطراب، والصواب: فيرفعون رؤوسهم ويقول بعضهم لبعض. انظر: "تفسير القرطبي" ١٤/ ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>