للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الظاهر أنه رأي الذبح لأن موجب الذبح كأنه رأى الذبح حيث لا يجوز له أن يخالف ذلك، ألا ترى أن ابنه قال له: {افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} فدل أنه أمر في المنام بذبح ابنه. وقد صرح مقاتل بما ذكر فقال: يقول إني أمرت في المنام أني أذبحك (١).

وقال ابن قتيبة: (لم يرد أنه ذبحه في المنام، ولكنه أمر في المنام بذبحه، فقال: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} أي: أني سأذبحك، ومثل هذا رجل رأى في المنام أنه يؤذن، والأذن دليل الحج، فقال: إني رأيت في المنام أني أحج أي سأحج) (٢).

واختلفوا في الذبيح من هو من ابني إبراهيم. فالأكثرون على أنه إسحاق، وهو قول علي وابن مسعود وكعب وقتادة ومجاهد في بعض الروايات وعكرمة وابن عباس، وهؤلاء قالوا: كانت هذه القصة بالشام (٣).

وقال سعيد بن جبير لما رأى إبراهيم في المنام ذبح إسحاق، سار به مسيرة شهر في غداة واحدة، حتى أتى المنحر، فلما صرف الله عنه الذبح وذبح الكبش، سار به مسيرة شهر في غداة واحدة طويت له الأودية والجبال (٤).

وقال آخرون: الذي أمر بذبحه إسماعيل، وهو قول سعيد بن المسيب


(١) "تفسير مقاتل" ١١٢ب.
(٢) "تفسير غريب القرآن" ص ٣٧٣.
(٣) انظر: "الطبري" ٢٣/ ٨١ - ٨٢، "بحر العلوم" ٩/ ١١٣، "تفسير الثعلبي" ٣/ ٢٤٣ ب، "القرطبي" ١٥/ ٩٩ - ١٠١، "البغوي" ٤/ ٣٢.
(٤) انظر: "البغوي" ٤/ ٣٢، "القرطبي" ١٥/ ١٠٠، وأورده السيوطي في "الدر" ٧/ ١٠٩، وعزاه لعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" عن سعيد بن جبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>