للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سمي غمامًا، لأنه يغمّ الماء في جوفه، أي: يستره.

قال المفسرون: هذا كان حين أبوا على موسى دخول بلقاء (١) مدينة الجبارين فتاهوا في الأرض ثم ندموا على ذلك (٢).

وكانت العزيمة (٣) من الله أن يحبسهم في التيه، فلما ندموا لطف الله لهم (٤) بالغمام والمن والسلوى كرامة لهم ومعجزة لنبيهم. والمن: الصحيح أنه التَّرَنْجَبِين (٥)، وكان كالعسل الجامس (٦) حلاوة، كان يقع على


(١) (البلقاء) كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، وفيها قرى كثيرة ومزارع، قال ياقوت: ومن البلقاء قرية الجبارين. "معجم البلدان" ١/ ٤٨٩، وذكر ابن جرير في هذه الآية عن السدي أنها (أريحا). وفي القرية التي أمروا بدخولها خلاف يأتي في الآية بعدها.
(٢) انظر "تفسير الطبري" ١/ ٢٦٩، "تفسير أبي الليث" ١/ ٣٥٧، "الثعلبي" ١/ ٧٤ ب، والبغوي في "تفسيره" ١/ ٧٥، "تفسير القرطبي" ١/ ٤٠٦.
(٣) هكذا في جميع النسخ، وهذا اللفظ فيه تجوز، إذ لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه من الصفات الذاتية الفعلية، ثم نحن لا نعرف ما هي إرادة الله ببني إسرائيل. والله أعلم.
(٤) في (ب): (بهم).
(٥) ذكره الطبري ١/ ٢٩٣، والزجاج في المعاني ٢/ ١٠٩، والأزهري في "التهذيب" (منن) ٤/ ٣٤٥٩، وقال ابن قتيبة (الطرنْجبين)، "غريب القرآن" ص ٤٩، وقال الجوهري. شيء حلو كالطَّرَنْجَبِيَن، الصحاح (منن) ٦/ ٢٢٠٧، وقد قيل في المن: أقوال كثيرة ذكر الطبري في "تفسيره" بعضها، منها: قيل: إنه شراب مثل العسل، وقيل: هو العسل وقيل: الخبز الرقائق، وقيل: الزنجبيل، وقيل: هو ما يسقط
على الشجر، انظر الآثار في الطبري ١/ ٢٩٣ - ٢٩٥ وانظر الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٧٤ ب، "زاد المسير" ١/ ٨٤، وقال ابن كثير بعد أن ذكر الأقوال: (والغرض أن عبارات المفسرين متقاربة في شرح المن، فمنهم من فسره بالطعام، ومنهم من فسره بالشراب، والظاهر والله أعلم: أنه كل ما امتن الله به عليهم من طعام وشراب وغير ذلك، مما ليس لهم فيه عمل ولا كد ..) ابن كثير ١/ ١٠١/ ١٠٢.
(٦) الجامس: الجامد. "اللسان" (جمس) ٢/ ٦٧٧، وفي "تهذيب اللغة" (الحامس) =

<<  <  ج: ص:  >  >>