للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأجمع القراء على إظهار الراء عند اللام، إلا ما روى عن أبي عمرو من إدغامه الراء عند اللام (١). قال الزجاج: وهوخطأ فاحش، وأحسب الذين رووا (٢) عن أبي عمرو غالطين (٣)، ولا يدغم الراء في اللام إذا قلت: مر لي بشيء؛ لأن الراء حرف مكرر، ولا يدغم الزائد في الناقص (٤) للإخلال به، فأما اللام فيجوز إدغامه في الراء، ولو أدغمت الراء في اللام لذهب التكرير من الراء وهذا إجماع النحويين (٥).

وقال أبو الفتح الموصلي: الراء لما فيها من التكرير لا يجوز إدغامها فيما يليها من الحروف؛ لأن إدغامها في غيرها يسلبها ما فيها من التكرير.


(١) نقل بعضهم عن أبي عمرو إدغام الراء بدون اختلاف، بعضهم نقل عنه باختلاف. انظر "السبعة" ص ١٢١، "التيسير" ص ٤٤، "الكشف" ١/ ١٥٧، "النشر" ٢/ ١٢.
(٢) في (ب): (رووا ذلك) والزيادة ليست في المعاني للزجاج ١/ ٤٠٠.
(٣) وعلى نهجه سار الزمخشري في تفسير قوله تعالى: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ} قال: (فإن قلت: كيف يقرأ الجازم؟ قلت: يظهر الراء؛ ويدغم الباء، ومدغم الراء في اللام لاحن مخطئ خطأً فاحشًا، وراويه عن أبي عمرو مخطئ مرتين؛ لأنه يلحن وينسب إلى أعلم الناس بالعربية ما يؤذن بجهل عظيم، والسبب في نحو هذه الروايات قلة ضبط الرواة، والسبب في قلة الضبط قلة الدراية، ولا يضبط نحو هذا إلا أهل النحو) "الكشاف" ١/ ٤٠٧، وانطر: "البيان" ١/ ٨٣، ومذهب سيبويه وأصحابه: أنه لا يجوز إدغام الراء في اللام كما في "الكتاب" ٤/ ٤٤٨، "الكشف" ١/ ١٥٧. لكن هذا لا يلزم منه رد قراءة سبعية، وهي مسألة خلافية، فقد ذكر أبو حيان في "البحر" أن الكسائي والفراء أجازا ذلك وحكياه سماعًا، وقد تصدى أبو حيان للرد على الزمخشري وأجاد في ذلك، انظر: "البحر المحيط" ٢/ ٣٦١، ٣٦٢، وانظر تعليق عضيمة على "المقتضب"١/ ٣٤٧.
(٤) قوله: (ولا يدغم الزائد في الناقص للإخلال به) ليس في "المعاني" ١/ ٤٠٠.
(٥) انظر كلام الزجاج في "المعاني" ١/ ٤٠٠. عند تفسير قوله تعالى: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>