للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعن نافع بن جبير بن مطعم: هو ما دون الوقاع، وهذا قول ابن مسعود، وأبي هريرة، ومسروق، والشعبي، وطاووس، قالوا: ما دون الزنا (١).

واحتجوا بما روى أبو هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله -عز وجل- كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدركه ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان المنطق، وزنا الشفتين التقبيل، وزنا اليدين البطش، وزنا الرجلين المشي، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" (٢).

فإن تقدم فرجه كان زانٍ وإلا فهو اللمم.

وقال ابن الزبير، وعكرمة، وقتادة، والضحاك، ومقاتل: هو ما بين الحدين، حد الدنيا، وعذاب الآخرة، وكل ذنب ليس فيه حد في الدنيا ولم يتوعد عليه بعذاب في الآخرة فهو اللمم، وهي رواية العوفي، والحكم عن ابن عباس، وهؤلاء قالوا: اللمم تكفره الصلوات وهو مغفور لمن اجتنب الكبائر (٣).

القول الثاني في اللمم: أنه الذنب يلم به الرجل ثم يتوب، روى عمرو بن دينار عن عطاء، عن ابن عباس في قوله: {إِلَّا اللَّمَمَ} قال: يلم


(١) انظر: "جامع البيان" ١٧/ ٣٩، و"الكشف والبيان" ١٢/ ١٣ أ، و"الوسيط" ٤/ ٢٠١، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٥٢، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٢٥٥.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الاستئذان، باب زنا الجوارح دون الفرج ٤/ ٦٧، ومسلم في كتاب القدر، باب: قدر على ابن آدم حظه من الزنا وغيره ٤/ ٢٠٤٦، وعبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٢٥٣، والإمام أحمد في "المسند" ٢/ ٣١٧.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣١ أ، و"جامع البيان" ٢٧/ ٤٠، و"الكشف والبيان" ١٢/ ١٣ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>