للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن ابن عباس قال: سنخطمه بالسيف فنجعل ذلك علامة باقية على أنفه ما عاش، فقاتل يوم بدر فخطم بالسيف في القتال (١). وذهب آخرون إلى أن معني هذا الوسم أنه يُشهر بالقبيح والذكر السوء؛ وهو قول قتادة، واختيار ابن جرير وابن قتيبة (٢).

قال قتادة: سنلحق به شيئًا لا يفارقه (٣).

وقال ابن جرير (٤): سنبين أمره بيانًا واضحًا حتى تعرفوه فلا يخفى كما لا تخفى السمة على الخراطيم (٥).

وشرح ابن قتيبة هذا المعنى. فقال: للعرب (٦) في مثل هذا اللفظ مذهب تخبر به. تقول العرب للرجل يسب الرجل سبة قبيحة (٧) باقية، أو


(١) انظر: "جامع البيان" ٢٩/ ١٨، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٧٩، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٢٣٦.
قلت: ذكر المفسرون -رحمهم الله- أن الآية نزلت في الوليد بن المغيرة أو الأسود ابن عبد يغوث، أو الأخنس بن شريق، وكل هؤلاء لا يصدق فيهم ما رواه الكلبي هنا عن ابن عباس، فالوليد لم يحضر غزوة بدر، وكذا الأخنس، والأسود أول من قتل من المشركين، فكيف يجعل خطمه بالسيف علامة باقية ما عاش. ولهذا وغيره فالظاهر أن الآية وما قبلها نزلت في غير معين وأنه من عرف بالشر واشتهر به.
وانظر: "دقائق التفسير" ٥/ ١٧، والله تعالى أعلم.
(٢) في (س): (وهو قول قتادة واختيار ابن جرير، وابن قتيبة) زيادة.
(٣) انظر: "جامع البيان" ٢٩/ ١٨، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٠٥.
(٤) في (س): (قال ابن جرير) زيادة.
(٥) انظر: "جامع البيان" ٢٩/ ١٨ - ١٩.
(٦) في (س): (فقال للعرب) زيادة.
(٧) في (س): (قبيحة) زيادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>