للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تبينوا عليه فاحشة: قد وسمه بميسم (١) بسوء. يريدون ألصق به عارًا لا يفارقه كما أن السمة لا تنمحي ولا يعفو (٢) أثرها. قال جرير (٣):

لما وضعت على الفرزدق ميسمي ... وعلى البعيث (٤) جدعت أنف الأخطل

يريد أنه وسم الفرزدق وجدع أنف الأخطل بالهجاء. أي: أبقى به عليه عارًا كالجدع والوسم. وقال أيضًا (٥):

رفع المطيُّ بما وسمت مجاشعًا ... والزنبري يعوم ذو الأجلال

يريد أن هجاءه قد سارت في المطي وغني به في البر والبحر (٦). وهذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة (٧) ولا يعلم أن الله -عز وجل- وصف أحدًا وصفه له ولا بلغ من ذكر عيوبه ما بلغه من ذكرها عنه؛ لأنه وصف بالحلف، والمهانة، والغيب للناس، والمشي بالنمائم، والبخل، والظلم، والإثم،


(١) في (س): (يسم).
(٢) في (ك): (ولا يمحوا).
(٣) انظر: "ديوان جرير" ٢/ ٩٤٠.
(٤) البَعِيث: خداش بن بشر، كنيته أبو زيد، أو أبو مالك. أحد بني مجاشع، كان شاعرًا، وخطيبًا مفوهًا. عاش في البصرة أو بالقرب منها، وقف إلى جانب غسان، السليطي ضد جرير. فدخل في معركة النقائض بين جرير والفرزدق.
انظر: "طبقات فحول الشعراء" ص ٣٢٦، و"المؤتلف والمختلف" ص ٥٦، ١٠٨، و"الأغاني" ٨/ ١٦، و"تاريخ التراث العربي" ٢/ ٧٩، و"الخزانة" ٢/ ٢٧٩.
(٥) "ديوان جرير" ٢/ ٩٥٥، والزنبري هو السفن الثقيلة.
(٦) انظر: "تأويل المشكل" ص ١٥٦.
(٧) وهو قول ابن عباس، ومقاتل. انظر: "تنوير المقباس" ٦/ ١١٧، و"تفسير مقاتل" ١٦٣ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٣٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>