للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما حذف الحرف أوصل الفعل (١). وقولهم: بان الأمر وأبان، إنما معناه: انكشف، وفارقه ما كان غشيه من الإشكال بغيره والالتباس بسواه.

وقال أبو زيد: البَيُون: البئر الواسعة الرأس الضيقة الأسفل، إذا قام

الساقي على شفتها لم ير الماء، وأنشد:

إِنَّكَ إِنْ دَعَوْتَنِي ودُوني ... زَوْرَاءُ ذاتُ مَنْزَعٍ بَيُونِ

لَقُلْتُ لَبَّيْهِ لِمَنْ يَدْعُونِي (٢)

وهذا أيضًا مما ذكرنا (٣)؛ لأن أعلى البئر فارق أسفلها لانهياره بورود

السابلة عليها (٤) والمستقين (٥) منها.

ولهذا المعنى الذي ذكرنا في أصل هذه الكلمة أضيف (بين) إلى ما دل على أكثر من الواحد في الأسماء، ولم يضف إلى الاسم المفرد الدال على الواحد، لأن ذلك ممتنع في معناه.


(١) بمعناه في "الإغفال" ص ٢١٥.
(٢) الرجز لم يعرف قائله، ومعنى: (زوراء): الأرض البعيدة الأطراف. (المنزع): الموضع الذي يصعد فيه الدلو إذا نزع من البئر، فذلك الهواء هو المنزع. يقول: لو ناديتني وبيني وبينك أرض بعيدة، ذات ماء بعيد المتناول، أجبت. فلا تردني عن إجابتك الصعاب، وردت الأبيات في "تهذيب اللغة" (بان) ١/ ٢٦٦، "المخصص" ١٠/ ٣٦، ١٦/ ١٤٧، "الإغفال" ص٢١٥، "الهمع" ٣/ ١١٣، "شرح ابن عقيل" ٣/ ٥٢، "أوضح المسالك" ١٤٤، "مغني اللبيب" ٢/ ٥٧٨، "الخزانة" ٢/ ٩٣، "اللسان" (لبب) ٧/ ٣٩٨٠، و (بين) ١٣/ ٦٤، ووقع اختلاف يسير في رواية بعض ألفاظها.
(٣) في "الإغفال": (ذكرناه).
(٤) (عليها): ساقط من (ب).
(٥) في (ج): (المستبين).

<<  <  ج: ص:  >  >>